السفير نيوز
على خطى الصابرين ، والمؤمنين برب لا يركعون إلا لوجهه الكريم ..فهو العالي جل وعلا ، والمتعال ، وله تخضع العلا ، ويخضع العالي..، على خطى الحامدين لصاحب الحمد ، والشاكرين للذي لا يشكر على النعم سواه ، نعبر بثقة المتذكرين والمستذكرين لمعركة الكرامة الخالدة ، على أرض الكرامة..كرامة الوعد والنصر الأردني العربي ، على غزاة حدثهم شيطانهم الأكبر ، عن غزو أرض الميعاد والرباط..نستذكر ، في أدق تفاصيل المشهد ، كيف كانت (الكرامة) ..الأرض والانسان في مواجهة الطغيان ..فالحديث عن الواحد والعشرين من آذار عام 1968 ، وإستنهاض ذاكرة الكرامة ، يدفعنا إلى الإنتشاء والزهو بنصر اردني / فلسطيني مؤزر على جيش الإحتلال عندما حاول الاستيلاء على نهر الأردن ، لأسباب احنلالية واستراتيحية بالنسبة للعدو ، غير أن الجيش العربي الأردني ، تسانده قوات فدائية تتبع منظمة التحرير الفلسطيني ، دفعت بجيش الاحتلال إلى التراجع ومنعه من العبور ..ولعل قصة التلاحم الأردني- الفلسطيني التي نسجت عباءة النصر على الطغاة ، حولت الطغاة الصهاينة إلى رجم شيطاني ، توحدت فيه سواعد الجيش العربي والعمل الفدائي الفلسطيني لرجم شياطين الطغاة ، ووئد احلامهم على أرض الكرامة..
كرامة آذار ، تسكن في وجدان الشعبين الأردني والفلسطيني ، وتحكي معا قصة بطولة واحتراف في معركة كتب عنها التاريخ بلغات عدة ، فيما ظل العدو يضرب الكف بالكف ويعيش في حالة ذهول ، قلبت معادلة مقولة :”الجيش الذي لا يقهر ” ..جيش الطغاة الذي تمرغ أنفه بأرض الكرامة العصية على النسيان ..
وقتها ، كانت إذاعة الإحتلال تزمجر وتسوق “البروباغندا الاعلامية ” لتمرير نصر زائف ، وحرب نفسية ، يقودها رئيس وزراء الاحتلال أنذاك المدعوق “ليفي اشكول ” يسانده مجلس حرب كان أبرزهم “غولدمائير وموشيه ديان” ..لم تكن إذاعة الاحتلال سوى بوق إعلامي لتمرير الكذب والخداع والاشاعات ، فارتدت كل هذه الصفات إلى مخابئهم ، بعد أن صرخت المدعوقة ” غولدمائير ” متوسلة عبر الاذاعات :”أوقفوا لواء الأربعين الأردني” ..فلواء الأربعين الذي ادخل الاحتلال في دائرة الاختلال العسكري والنفسي والمعنوي ، لم يندرج تحت الرد العسكري الطبيعي ، بقدر ما حمل الإستبسال إلى جانب بقية ألوية الجيش والفدائيين ، في معركة استمرت اكثر من (15) ساعة ، وقف التاريخ عندها ، ووقفت “إسرائيل” على قدم واحدة تترنح أمام ضربات الجيش الاردني وفصائل فلسطينية ، الذين وقفوا كتف إلى كتف ، لينسجوا معا شرف الموقف في الدفاع عن ثرى الوطن..
دخلت قرية الكرامة ، حيث وقعت المعركة ،بوابة التاريخ ، وشرعت نوافذ الجغرافيا ، وسطعت شمس الواحد والعشرين من آذار /68 على شمال غرب الأردن ، وجغرافيا عربية من اليابسة إلى الماء ، لتحكي قصة إنتصار عربي اردني وإعادة نتاج الثقة بعد نكسة عام 67 ..
كرامة آذار ..حكاية إنتصار ، تناقلتها الأجيال ..وكتب التاريخ ، التي خطت سطور النصر ، وزرعت على أرض الكرامة جنديها بنصب معلوم ،وليس مجهول ..نصب نلقي عليه تحية الصبح ، كلما مر العابرين من هنا..، هنا أرض الصابرين على خطى العابرين ..هنا كرامة أمة.!!