السفير نيوز – د.حسين العموش
لم تكن ودعه بالنسبة له مكانا للبحث عن أعشاش طيور الدوري .. بل كانت متسعا لخيال طفل خصّه والده ضيف الله عبدالرحيم القلاب باسم والده حين اسماه (عبدالرحيم) .
وعلى ضفاف نهر الزرقاء على اطراف دوقره كبر رجلا مكتمل الرجوله قبل ان يخط شاربه ، تعلم من مجالسة الرجال في بيت والده ما لم يتعلمه حملة الشهادات العليا ، فقدم ذاته في سن مبكرة قائدا فذّا ، قدم نماذج متتالية من الرجولة فخاض معارك كبيرة،اكبر من عمرة كان دائما هو المنتصر .
رغم صعوبة المعركة وصل إلى اهم مؤسسة شعبية في لواء الهاشميه؛ بلدية الهاشمية برقم صعب لم يطاوله عليه قريب او بعيد .
وحين قدم نموذجا من الحيادية وتوزيع الخدمات أعادوه أبناء الهاشمية مرة اخرى لبلديتهم رئيسا للمرة الثانية وبرقم صعب وغير مسبوق في انتخابات البلديات.
رغم صغر سنه كسب ابو سند البعيد والقريب ، عمل بجد واجتهاد وتفانى ، عقيدته توزيع الخدمات على الجميع، فهو يرى ان البلدية للجميع وان خدمة ابناء اللواء المظلوم لا تحتاج إلا إلى الإرادة.
خلال خمس سنوات فاجأ وزارة الادارة المحلية بقدرات فائقة في فن القيادة ، فحصّل ديونا معدومة، ورخّص مؤسسات وشركات كبرى كانت عصية على الترخيص ، وفتح طريقا صعبا وشاقا باتجاهين مع ابناء اللواء الذين حملوه لدورتين الى رئاسة المجلس البلدي .
كنيته ك (ابو سند) طغت على اسمه الأول إلا ان قربه من ابناء اللواء دون استثناء فتح أمامه كل الأبواب المغلقة، فقدم نموذجا متقدما من قدرة التحمل ، في أوقات صعبه ومتعبه .
لديه ارادة حديدية لا يتحملها بشر ، خصومه دفعوا اليه من يطيّر النوم من عيون الرجال ، كادوا له بما لا يخطر ببال بشر ، وبفضل الله وقوة إيمانه بعمله تجاوز كل الصعوبات، وتحطمت كل المؤامرات على صخرة الواقع ، فمن يكن معه الله فلا يبالي.
لعل ضيف الله القلاب الوجيه المعروف لدى ابناء الأردن ولدى قبيلة بنى حسن كان قد شمّر عن ذراعيه يوما بعد صلاة العشاء ودعى له دعوة فتحت لها ابواب السماء، لعلها دعوة من قبيل (الله ينصرك على من يعاديك) ودعوة اخرى من اب محب لابنه من قبيل ( الله يفتح لك الأبواب المغلقه) .
اكتب عن ابو سند الان وهو يجلس تحت ظل الكعبة المشرفة، يرفع كفيه الى بارئ الكون يدعوا الله ان يرحم والده ويسكنه فسيح جناته، يدعوا الله ان يحفظ الاردن ، يدعوا الله ان ينهي برنامجة بكل اخلاص وحياد دون ان يقدم منطقة على اخرى .
ابو سند نموذج فريد ومتقدم من الرجال ، تحركه رجولته ومحبته وغيرته على وطنه وعلى بلده ولواء الهاشمية، لديه طموح بلا حدود يجعل منه رجلا يداوم ٢٤ ساعه، في قلبه ابناء اللواء المنكوب وفي عقله خطط طموحه لبرامج استثمارية تشغّل ابناء اللواء وتضمن لهم عيشا كريما .
يشهد الله انني لا انحاز الى الرجل من باب القربى ، غير ان إطلالتي المباشرة على تجربته دفعتني الى ما كتبت ، وسأكتب ايضا ، ذلك اننا تعلمنا من مدارس الرجولة ما نصه ? اللي بالرجال ينعد) وللحديث بقية .