محمد داودية يكتب : من مصر أم الدنيا (2)

محمد داودية يكتب : من مصر أم الدنيا (2)

السفير نيوز
كلما زرت المحروسة مصر وتعرفت على بعض ملامح الإنسان والمكان والزمان، حضرني السؤال: كيف يستطيع المصري أن يهاجر أو يبتعد عن مصر، كيف يطاوعه قلبه على المغادرة والابتعاد ؟!

عبقرية المكان ورحابة الإنسان، فسّرها لنا المفكر المصري جمال حمدان في دراسته التي نشرها في مجلداته الاربعة «شخصية مصر».

يقول جمال حمدان إن الكلمة المفتاح في شخصية مصر هي «البساطة» التي يرى انها متأتية من خضوعها إلى إيقاع منتظم متواتر، بين البحر واليابسة والنهر، الذي أضاف إلى صحراويتها تأثيره الخاص، على طول مجراه في الوادي والدلتا والفيوم.

تستقبل مصر وتستوعب كل من يلجأ أو يفد اليها، ويحكى ان فيها ملايين اللاجئين المستأمنين.

وقد حمت سيدات مصريات، بائع الحلوى السوري، الذي بسّط في شارع الهرم معطلا مرور المشاة. فاستجاب لنخوتهم رجال الامن وأبقوا على بسطته، فلم يصبح بوعزيزي الأهرام.

وفي مسجد ومقام سيدنا الحسين وجدت العديد من الجنسيات، الذي يزوره بعضهم اعتقادا بإشاعة «أطلب تُجاب» !!

في المناطق التاريخية والشعبية تجد صور عباقرة مصر الثقافية والسياسية والفنية:

طلعت حرب، سعد زغلول، احمد عرابي، مصطفى كامل، توفيق الحكيم، العقاد، طه حسين، نجيب محفوظ، محمد نجيب، جمال عبد الناصر، انور السادات، أحمد زويل، رمسيس، سيد درويش، أم كلثوم، عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ.

«تحيا مصر» هي العبارة المعبرة الأكثر انتشارا التي تجمع المصريين على قلب واحد.

واصدقكم القول انني كنت في غاية السعادة وأنا استمع إلى اخوتي المصريين وهم يعددون انجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي الضخمة الهائلة التي يتردد ذكرها على كل لسان.

فالمحروسة مصر والأردن، مثل بياض العين وسوادها. كما يسعدنا أن نرى الصداقة المتميزة والكيمياء البارزة التي تجمع الزعيمين العربيين الكبيرين الملك عبدالله والرئيس السيسي.