حين قال لي خالي مهلي من (الجنيه) : اليوم صرت (زلمه)

حين قال لي خالي مهلي من (الجنيه) : اليوم صرت (زلمه)

السفير نيوز

خالي مهلي .. لم اناديه يوما بغير هذا الاسم .. يعرف انني اتحسس وانا طفل من مناداتي ب ابن شاهيه ، شاهيه بنت اخيه مزهر رحمه الله .
في مساءات (الجنيه ) قبل ان تحولها الحضارة الزائفه الى الدجنيه كنت ارافق امي رحمها الله الى هناك في العطلة الصيفية ، نمكث اسبوعا اتجول في عالم جديد مختلف من العطاء والحب حيث (نص الدنيا) ودكان وزان ، وخالتي حمده اطال الله في عمرها .
حيث الخير والود والسهر ،كان الاستاذ مهلي جزء من ذلك ،حين كان للسهر حلاوة وطعما.
فارس الدجنيه وكبيرها يترجل اليوم ليدخل تحت ترابها ، راضيا مرضيا ، وانا العاشق والمحب لكل ذرة تراب ، لكل عش عصافير،لكل شجرة تين ، لكل خال من عائلة ابو مزهر الرجال الرجال .
لله درك يا خال مهلي ..كيف يموت الكبار دون جلسة وداع ..دون لقاء .
كيف يكون القبر بمقاس واحد ليضم الكبار الكبار.
عبر مسيرته كاستاذ ومعلم كان خالي مهلي يحفر في صخر صعد ليخرج جيلا من الرجال اليوم هم من بنى الدجنيه والوطن .
اي معه حكاية طريفه علمتني ان اعتمد على نفسي ،حين رفعني الى اعلى شجرة التين وانا في السادسة من عمري في كرم جدي فالتقطت حبات من التين ناولتها له ..
ثم قال لي (انزل بهدوء ودبر حالك لكن احرص ان لا تقع) حينها نزلت بسلام دون وقوع ،ركض الي واحتضنني وقال لي :اليوم صرت ( زلمه )بلهجة قبيلة بني حسن .
كيف تفارقنا خال دون ان تعلمنا كيف ننزل ،وكيف نصبح ( زلما)، وكيف نصارع وننتصر على الحياة .
فراقك مر كالعلقم ،وانت نسمة ريح طريه معبقه بشيح الجنيه ..ستبكيك صعد والمنشيه ووادي المزرق ..سيبكيك جيل علمته ان يصعد العلا ..لكنك لم تعلمه كيف ينزل الا بالاعتماد على الذات ، متمثلا مقولة :ما يحرث البلاد غير عجولها .
خال مهلى رحمك الله..عزائي لابنائه ولاخوالي الحشمين من عائلة ابو مزهر الكريمة..انا لله وانا اليه راجعون.