وجهة نظر الجمعه البيضاء ..حقائق وملاحظات

وجهة نظر  الجمعه البيضاء ..حقائق وملاحظات

السفير نيوز

الجمعه البيضاء التي روجت في مجتمعاتنا العربية والاسلامية كانت استنساخ عن الجمعه السوداء التي بدأت في الولايات المتحدة الامريكية في منتصف القرن الماضي .
لكن الفرق الجوهري بين جمعتنا وجمعتهم هو ان التخفيضات على السلع هناك تخفيضات واقعية تماما ،يرافقها في العديد من الدول رقابة صارمة من مختلف الجهات الحكومية والاهلية المتمثلة بالاتحادات والجمعيات المعنية بالمستهلك.
وفي هذا الاطار يفهم بعض التجار الجمعه البيضاء بانها اداة لتسويق السلعة بالسعر القديم ، على ان يعلن على واجهة المحل او في موقعه الالكتروني انه اجرى تخفيضات بنسب مئوية محددة على هذه السلعة او تلك ، وفي الواقع هو يعلن السعر القديم لكنه يجمله بانه خفض السعر ليزيد من مبيعاته ، وهنا علينا ان نتوقف عند الحقائق التالية:
اولا : المستهلك الاردني ،مستهلك واعي وقادر على التمييز بالجودة والسعر ،وبحكم عملي الاعلامي في الإتحاد العربي للمستهلك الذي يضم ثلاثة عشر دولة عربية لديها اتحادات وجمعيات للمستهلك العربي فانني اقول أن المستهلك الاردني من اكثر المستهلكين العرب اطلاعا ووعيا وقدرة على التعاطي مع اقتصاد السوق المفتوح ، هذا الامر يقودنا الى الطلب من الاخوة التجار التعامل مع ذكاء ووعي المستهلك الاردني بذكاء ووعي مقابل ،يترجم على ارض الواقع بتحقيق مصلحة الطرفين.
ثانيا: وردت الى الجمعية الوطنية لحماية المستهلك مئات الشكاوى التي تتحدث في مجملها ان التخفيضات شكلية وغير واقعية ، وهذا الامر يقودنا الى الحديث عن غياب الرقابة الفاعله على فئة قليلة من التجار يستغلون حاجة المستهلك ويتوهمون انهم يخدعونه بالسعر والجودة .
ثالثا: وزارة الصناعة والتجارة والتموين تقوم بجهود جيدة ، في هذا الجانب ،لكنها تحتاج الى تفتح عيناها على اتساعها على هذه الفئة ، وان تفعل القانون تجاههم بعقوبات رادعه لهم ولغيرهم ،ورغم ثقتي الكبيرة بوزيرها الجاد يوسف الشمالي الا انني اطالب بمزيد من الاجراءات الفاعلة على الارض لردع بعض ضعاف الانفس من التجار والمستوردين.
رابعا : استطيع اليوم القول بان الجمعية الوطنية لحماية المستهلك التي تأسست قبل اربعة وثلاثين عاما وكان اول رئيس لمجلس ادارتها رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات ، ثم واصل المسيرة بعده الدكتور محمد عبيدات ليضع الجمعية على خارطة العالم العربي والعالم، وليكون الاردن رئيسا للاتحاد العربي للمستهلك ، بعد اربعة وثلاثين عاما نستطيع اليوم ان نقول ان الجمعية قد حققت جزءً كبيراً من اهدافها الثلاث المتمثلة ب : التوعية ،الحماية ،التوفير
آن الاوان ان تنظر الدولة لهذه الجمعية وان تدعمها وان تأخذ بيدها لتحقيق برامجها الهادفة الى رفع الوعي لدى المستهلك وتحقيق التوفير والحماية له .