السفير نيوز
المرحلة الحالية تتطلب استعدادًا تامًا ومدروسا من الأحزاب التي عقدت مؤتمرها التأسيسي أو التي صوبت أوضاعها من خلال تبني برامج عمل حقيقية وفاعلة وجادة تكفل حقيقة المشاركة الكاملة والفاعلة للمواطنين في الحياة السياسية، كما يتطلب منها إيجاد قنوات اتصال خاصة بها ومؤثرة؛ للوصول لأكبر عدد من القواعد الشعبية في سبيل تمكين قطاع الشباب بشقيه (الأنوثي والذكوري) من باب تأثير السلوك الانتخابي للمقترعين على مخرجات العملية الانتخابية؛ ما يؤكد ضرورة زيادة حملات التوعية والتثقيف الحزبي التي تستهدف المواطنين للوصول لقناعات م?تركة حول المشاركة وحول انتخاب الأفضل بغض النظر عن الجنس، بالإضافة لتشجيع الشباب والنساء لخوض الانتخابات وبالتالي فإن المواطن معني وملزم بأن يكون جزءا حقيقيا وواسعا من الطيف الحزبي؛ وكاستحقاق وطني عليه لما تمتلكه هذه الكفاءات الوطنية من خبرات وقدرات ومهارات حقيقية في الشأن العام ستؤثر حتما في احداث التغير المنشود بجميع القطاعات، في وقت بات فيه المشهد السياسي بحاجة لمشاركة جميع أطياف المجتمع بما في ذلك المرأة،وفي إطار مفهوم المواطنة الفاعلة التي تقوم عليها الأحزاب، يجب أن يكون هناك تأصيل حقيقي لوجود شباب ونس?ء كقيادات فاعلة وفي الصفوف الاولى للحزب، ومن صالح الأحزاب أن تكون النساء ضمن القوائم الحزبية التي تتهيأ للانتخابات البرلمانية المقبلة.
والمرحلة الثانية من التأسيس وتصويب الاوضاع تعد «الأهم» بالنسبة لتموضع الاحزاب في الحياة العامة ولمشاركة شعبية اوسع في العمل الحزبي؛ نظرا لما تتطلبه من بناء للأجنحة المساندة للحزب، والعمل على كسب التأييد الشعبي، والتركيز على مشاركة الشباب والمرأة في الأحزاب السياسية، واعداد وإيجاد قيادات شبابية ونسوية قوية داخلها، ومخاطبة الجمهور المبتعد عن المجال الحزبي والسياسي لتشجيعه على الانخراط فيه.
ختاما، فأن هذه المكتسبات التي تحققت للأحزاب تشريعيًا تعتبر خطوات إيجابية تدعم استمرارية الأحزاب في تطوير برامجها وتدريب كوادرها وتقديم وجوه قادرة على التعبير عن البرنامج السياسي للحزب وأهمية أن تتعامل هذه الأحزاب مع الاعضاء المؤسسين كشركاء حقيقيين وكصانعي قرار بعيدة عن النظرة الدونية أو ما يعرف (بالحشوة)، وألا يكون التعامل كاستحقاق لتحقيق الشروط القانونية لتوفيق أوضاع الحزب أو تحقيق متطلبات الترشح.
