د. عبدالله سرور الزعبي يكتب: الشباب بين المهارة والبطالة 2 – 3

د. عبدالله سرور الزعبي يكتب: الشباب بين المهارة والبطالة 2 – 3

السفير نيوز
الأستاذ الدكتور عاهد وهادنة (الأمين العام السابق لوزارة التعليم العالي، صاحب الكفاءة والنظرة المستقبلية، والذي كان خير داعم لمشاريع التطور والتحديث التي كنا نعمل عليها معاً خلال الفترة 2017- 2019، والذي تطرق في مقاله المنشور في صحيفة الرأي بتاريخ 11/3/2023 وتحت عنوان جامعات القرن الحادي والعشرين حيث أصاب كبد الحقيقة في الإشارة الى الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والروبوتات والطباعة ثلاثية الابعاد والتحولات الرقمية، والتي جلها كنا قد تحدثنا بها سوية، كما وكان له مساهمة قوية مع معالي الدكتور وليد المعاني في إصدار قرار انشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي في المملكة في جامعة البلقاء وتضم أربع من التخصصات التي أشار اليها في مقاله.
وبناء على طلب أصحاب العمل من القطاع الخاص، والذين كنت قد التقيتهم، ولتوضيح الخطوات والإجراءات التي كانت قد تمت خلال السنوات الماضية للنهوض بقطاع التعليم وخاصة المسار المهني منه، التي كانت قد انطلقت من إجراء دراسة معمقة لقطاع العمل وبالتشاركية مع ديوان الخدمة المدنية (عطوفة سامح الناصر) والأخذ بنصائح قيادات عالمية في جامعات أوروبية وأميركية مرموقة والاطلاع على تجارب جامعات تركية شبيهة والخبرة التراكمية لبعض أعضاء الفريق المشارك فيها، أدت إلى وضع خطة إستراتيجية تنفيذية، كان قد اقرها مجلس الأمناء في جامعة البلقاء عام 2016، وتمت مخاطبة معالي وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي بذلك وتحيدا بتاريخ 26/12/2016 لاطلاعه على أهدافها والمعنية بتطوير التعليم التقني والمهني، والذي كان داعماً لها.
لقد نتج عنها إعادة هيكلة التخصصات واختصارها من 179 الى 79 تخصصاً والمباشرة في تحويل ثلاثة من كليات الجامعة الموجودة الى كليات بولتيكنيك (تغطي كافة الأقاليم) وانشاء كلية تقنية أخرى في مركز الجامعة في السلط.
في عام 2017 تمت المباشرة من قبلي والأستاذ الدكتور سعد أبو قديس بدراسة النماذج العالمية (الأميركية والألمانية والفرنسية والنمساوية والإيطالية والكندية والكورية واليابانية والصينية والتركية) للخروج بتصور يخدم الأردن والمنطقة ويؤهل الشباب للمنافسة في سوق العمل الإقليمي والوطني.
عامان من العمل المتواصل استطعنا (والدكتور أبو قديس) تقديم نموذج للمسارات المهنية والتطور الوظيفي والذي يتوافق مع الإطار الوطني للمؤهلات، ويحاكي أفضل التجارب العالمية، وتم مناقشته مع ديوان الخدمة المدنية وقدموا دعمهم بكتاب يعود تاريخه الى 10/12/2018 وغرفة صناعة عمان بتاريخ 29/11/2018 وزارة العمل (بكتاب من معالي نضال البطاينة، قام بدعم النموذج بقوة بعد اطلاعه على التجربة الألمانية وعلى أرض الواقع) ومعالي وزير التربية (الدكتور تيسير النعيمي، والذي دعم فكرة التشعيب للمسار الأكاديمي والمهني بعد الصف التاسع) والمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية وهيئة تنمية المهارات وأصحاب المهن الميكانيكية وغرفة التجارة وغيرها من القطاعات الانتاجية. إلا أن المفاجأة كانت برفض مجلس التعليم العالي للنموذج المقترح في جلسته المنعقدة بتاريخ 29/8/2019، دون إبداء الأسباب. الأمر الذي دفع دولة الدكتور عمر الرزاز، رئيس الوزراء آنذاك، للتدخل، معتبراً بأن المقترح يحقق رغبة وتوجيهات جلالة الملك للنهوض بالقطاع المهني، ويأخذ التعليم العالي في مسار حديث كليا ويلبي مستقبل سوق العمل وسيخفض نسبة البطالة. الأمر الذي شجعنا للقيام بتقديم عرض للنموذج أمام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، والذي تشرفت الجامعة بزيارته الكريمة لكلية العقبة لافتتاح مركز العقبة للتعليم والتدريب البحري وبتاريخ 17/2/2020، حيث تم التوجيه بمتابعة التنفيذ لتحقيق أهداف إستراتيجية التعليم التقني والمهني.
لتأتي الموافقة من وزارة التعليم العالي على السير بتنفيذ النموذج وكان ذلك بتاريخ 16/8/2020، وبسجل لمعالي الدكتور محيي الدين توق متابعته الحثيثة مع مجلس التعليم العالي، تبعها فيما بعد الموافقة على استحداث أربع تخصصات تتبع المسار المهني وتحديدا بتاريخ 26/8/2021.
لقد جاءت فكرة المسارات المهنية والتطور الوظيفي لقناعتنا المبنية على الأرقام التي قدمت لنا في ذلك الوقت من ديوان الخدمة المدنية، الذي يستخدم طريقة الدور لحملة الشهادات في التوظيف والذي لم يعد قادراً على استيعاب الكم الهائل من الخريجين من الجامعات والكليات، كما أن الحكومة لم تعد قادرة على تلبية رغبات الجميع وتأمين الوظائف لهم. الأمر الذي تطلب التفكير في البديل القائم على المهارات التي يحتاجها أصحاب العمل من القطاع الخاص ومنحهم الشهادات المهنية والمحافظة على تطورهم الوظيفي مقارنة مع اقرانهم الملتحقين بالمسارات الأكاديمية الطبيعية.