رسالة الى والدة الشهيد يوسف صاحب ( الشعر الكيرلي والحلو )

رسالة الى والدة الشهيد يوسف صاحب ( الشعر الكيرلي والحلو )

السفير نيوز – د.حسين العموش

يا ام يوسف ، اعرف انكي كنتي تتمنين ان تزغردي له خريجا بشهادة الطب ، لا بأس يا اختاه ، فزغرودتك الان اكثر الحاحا حين يتعلق الامر بشهيد ارتقى الى السماء السابعه لا بشهادة دنيويه.

اليوم يا اختاه ختم يوسف كل العلم وكل الشهادات ، لم يعد له حاجة بحفظ جدول الضرب ، ولا بالتدرب على الاملاء .

منذ اليوم لن يحتاج (صاحب الشعر الكيرلي) الى ان يتعلم الفعل المضارع باللغة الانجليزية ، اليوم ختم العلم بأعلى شهادة يمكن ان يصلها طفل (حلو) جميل ليس له ذنب الا انه فلسطيني وحسب .

ماذا لو كان صاحب الشعر الكيرلي امريكيا او فرنسيا او بريطانيا ، اغتالته يد تضرب بكبسة زر من ارتفاع عشرة الاف قدم ، مثلما اغتالت بدم بارد ١٨٠٠ طفل فلسطيني لم يحملوا في حياتهم كلاشنكوف ، كانوا يحلمون كغيرهم من ابناء العروبه ان يطلع عليهم الصبح وهم احياء فقط .

امنيه وحلم استكثرته عليهم آلة الحرب الصهيونية .

لي ان اتصور ان الطفل الفلسطيني لا يطلب من والده بلايستيشن ولا هاتف ايفون ١٥ ، ولا كرة قدم بتوقيع ميسي ، ولا دراجه ناريه ، ولا بسكليت ، انه يطلب الحياة فلا يجدها .

يا ام صاحب الشعر الكيرلي ، الحلو الجميل ، لك ان تفخري اليوم بأنك فلسطينيه غزاويه ما ادارت ظهرها للوطن ، لا ولا هجرت مخيم الشاطئ طلبا لحياة افضل يعيشها العربان ، عليكي ان تفخري بأنكِ تشبثتي بوطنك وعروبتك حد التضحية بحبيبك صاحب الشعر الكيرلي.

يا ام يوسف لا تبتئسي ،لا تحزني ، فأنت ام شهيد تعرف عليه والده الطبيب بمرارة الاحرف حين سؤل : (هو ،فقال : نعم هو ) .

يا اختاه ، شهيدك يوسف اليوم يبرهن للعالم ، عالم جو بايدن وجماعة الانجي اوز ، والمتابكين على حقوق الطفل والمرأة ان الحق الفلسطيني في العيش بسلام مجرد كذبه كبيرة ، وان (حل الدولتين) مجرد شعار للاستهلاك ، وان الحرية والحياة لهم وحدهم .

يا ام يوسف ، ان غادرك صاحب الشعر الكيرلي ، فقد غادر قبله وسيغادر بعده الاف الاطفال الفلسطنيين الى الجنه ، على مرآى ومسمع العالم ، فأي ظلم وجبروت وهوان ما نحن فيه أمة العرب .

يا ام يوسف لو ان الابناء تهدى ، كما (قولب الكيك) لاهديتك ابني عبدالله ، ليس له شعر كيرلي وليس بجمال يوسف ، لكنه برجولة محمد ضيف ، وبعناد ابو عبيدة ، وقلب السنوار ، هكذا رأيت ابني عبدالله ، هكذا رأيت ابناء فلسطين وابناء الجيل الجديد من العرب لا العربان ، منذ جيل يوسف لن يحركهم الحلم بان يصبحوا مثل صاحب العباءة العربية ميسي .. لن يحرك فيهم قول المعلق (شيل يا طويل العمر شيل ) .

شئ واحد سيحركهم ، وجه يوسف الجميل (الحلو) ، شنطة كتب سلمى التي ضاعت بين الاشلاء ، سيحركهم ايضا عيني الطفل الذي لا ينام خوفا وهلعا من القصف ، سيحركهم الدم العربي الذي ليس فينا ، سيحركهم (بلاد العرب اوطاني )، ستحرّك عروبتهم اغنية جوليا بطرس (وين الملايين) .

سينظرون امامهم فيجدون العربان يطوفون حول تل ابيب ، سينظرون خلفهم ليواجهون عيني يوسف صاحب الشعر الكيرلي .

يا ام يوسف .. الان ..الان اقول لكِ عظم الله اجركم .