أيمن عدينات يكتب : حادثة العقبة وإدارة المخاطر

أيمن عدينات يكتب : حادثة العقبة وإدارة المخاطر

السفير نيوز

يحرص جلالة الملك في كل لقاء مع الحكومة على التأكيد على تقديم الخدمات للمواطنين بجودة عالية بحيث تلبي طموحاتهم وآمالهم وتواكب التطورات السريعة في عالم اليوم .
لقد أطلق جلالة الملك منذ توليه سلطاته الدستورية ثورة بيضاء لإصلاح نظام الإدارة العامة في الاردن بحيث يصب ذلك في تعزيز وتقوية بناء المؤسسات والموارد البشرية مع ادخال التكنولوجيا الحديثة والأتمتة لتسريع تقديم الخدمات للمواطنين.
لقد انطلقت في ضوء التوجيهات الملكية الحكومات المتعاقبة تجتهد في وضع خطط وتصورات ولكن على أرض الواقع كانت هذه الخطط تعاني من مثالب عديدة ابرزها سوء التقدير وغياب مؤشرات الاداء القابلة للتحقيق وضعف التمويل وضعف الرقابة والمتابعة والتقييم وأهم من ذلك كله غياب المشاركة من جميع الأطراف في التخطيط .
لكن من الملاحظ للعامة والخاصة غياب خطط ادارة المخاطر عن خطط الحكومات المتعاقبة الامر الذي ساهم في غياب الاستراتيجيات الخاصة بمعالجة الانحرافات وتوقع المتغيرات والتعامل معها .
حادثة العقبة تلقي الضوء مجددا على ملف الإدارة العامة ومعالجة اختلالاتها وبناء نظام لإدارة المخاطر لكل مؤسسة عامة وذلك لضمان تلافي ومعالجة المخاطر المحتملة وتذليلها .
في عالم اليوم لا يمكن الحديث عن الاستثمار وجذب القطاع الخاص في ظل ضعف القطاع العام ووجود ترهل اداري وضعف عام في بنية المؤسسات .
لقد ركزت التقارير الدولية مرارا وتكرارا على بيروقراطية الإجراءات وكيف ساهمت في تراجع الأردن في التقارير الدولية .
لقد كانت نظرة جلالة الملك ثاقبة عندما وجّه لثورة بيضاء في إدارة القطاع العام وما نعانيه اليوم يسلط الضوء على دور الحكومات المتعاقبة في التعامل مع هذا الملف .