السفير نيوز
على الجميع ان يعي ويدرك ان الاردن يقلق مضجع دولة الاحتلال الاسرائيلي بوجوده بقوة في الأزمة الحالية وثباته على موقفه رغم الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها ومحاولة ثنية عن موقفه المشرف بحق.
لن يثني الاردن عن موقفه الا بالوقف الفوري لجرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء قطاع غزة وعودة الهدوء الامني لاهالي غزة وارجاع الحق لاصحابه باقامة دولة فلسطينية على حدودها ما قبل الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وغير ذلك فلا خيارات امام الاردن الا المضي قدما في كشف زعائم اسرائيل الكاذبة والواهنة امام الحق الفلسطيني تاريخيا وشرعيا وامميا.
ويدرك الاردن على الاخص بما يعانيه ابناء الشعب الفلسطيني من ظلم وقهر امام صمت عالمي فريد وما تعيشه منطقتنا العربية من تحديات احد اسبابها الرئيس الصراع العربي الاسرائيلي ، وما يدفع الفلسطينيون من دم لقاء ثمن هذه الحقوق المهدورة دوليا ، وما يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية الى الزوال . ويقلق الاردن مضجعهم بكشفه زيف روايتهم وتفنيده للبروباغندا الاسرائيلية التي ترتكز عليها في عدوانها الغاشم على غزة وقتلها الابرياء والاطفال والمرضى : ومفاد هذه الدعاية القضاء على حماس وسلاحها وتطهير غزة والمنطقة منها ، وهذا الانفجار لاسرائيل “لدعم قرائنها” بوجود قاعدة للعمل الارهابي في غزة ، مدعية إن حماس نفذت عدة عمليات عسكرية في العمق الإسرائيلي.
وهذ الازمة تعتبر مهمة للاردن كما هي مهمة للمنطقة وللعالم أجمع ، كونها جزء من الأمن القومي للكل ، وللدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ، وعلى الجميع أن يدرك أن أي خلل في منظومة الأمن لأي دولة عربية سينعكس بالسلب على المنطقة باكملها ولن يستثنى منها احد.
والاردن قدم ويقدم الكثير في الدفاع عن امن المنطقة والعالم اجمع ومقابل ذلك وان شكل هذا الموقف خطرا كبيرا على الاردن ومس علاقاته مع بعض الدول ؛ الا انه بقي ثابت على مبادئه ومواقفه القومية والانسانية والتاريخية والتزامه الاخلاقي تجاه القيم الانسانية ودفاعه عن حقوق الشعوب المسلوبة، وقد دفع الاردن الكثير نتيجة هذه المواقف المشرفة وخسر اقتصاديا وسياسيا وتجاريا وبحريا في محطات سابقة كما هو الان ؛ لكن هذا لم يثنيه من الثبات على موقفه من قضايا منطقته العربية ومسؤوليته تجاه اشقائه العرب وهي مسؤولية هاشمية تاريخية . وكيف اذا ما تعلق الامر بالقضية الفلسطينية التي تحتل الصدارة والشغل الشاغل لقيادته الهاشمية والقلب من الجسد لابناء شعبه الوفي باعتباره قضية الاردن الاولى ؛ وقد اعلنته الدولة الاردنية ؛ بان الاردن لن يتزحزح قيد انملة اتجاه تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتعرية الرواية الاسرائيلية وافشالها دوليا وهو ما يوجع اسرائيل وحلفائها.
واعتقد هنا بان القمة العربية والاسلامية التي عقد في السعودية اخيرا اكتنفها شعور وحس جمعي بمدى خطورة الموقف وحجم أثاره الكارثية على المنطقة برمتها اذا ما استمرت اسرائيل بعدوانها الغاشم على ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل والسير نحو تنفيذ مخططاتها التهجيرية القسرية كجزء من مشروعها المزعوم (اسرائيل الكبرى )، واصبح واضح للعيان ، وقد تبدد هذا الحلم اليهودي على اليد الاردنية وافشل مخططاتها في تنفيذ ما يسمى (صفقة القرن) وتصفية القضية الفلسطينية على حساب اطراف اخرى الى جانب موقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الثابت تجاه هذا الملف والرافض بغض النظر عن تداعياته.
واكد الاردن على بقاء “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، وتمسكه بموقفه الرافض للتصعيد الإسرائيلي بغزة وآخر التطورات بالقطاع الذي يشهد أزمة إنسانية حادة فقد نظيرها.