باسمة راجي غرايبة تكتب : إنسانية الغرب الوهمي

باسمة راجي غرايبة تكتب : إنسانية الغرب الوهمي

السفير نيوز

 

إن الحضارة الغربية التي تدعي الإنسانية وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان قد إستمدت حضارتها من الحضارة العربية وخاصة أثناء فترة (الحكم العباسي) التي إزدهرت فيه كافة العلوم ( الكيمياء والفيزياء والفلك) والعلوم الإنسانية ( الفلسفة وعلم الاجتماع) وتم نقل هذه الحضارة عن طريق التجاره عبر طريق الحرير وعبر العديد من الرحالة والمستشرقين ولولا هذه الحضارة، ماكانت الحروب الصليبية لبلاد الشرق٠

وفي فترة حكم الخلافة العثمانية التي إتسمت بالضعف والبذخ والبحث عن الملذات حيث إستغل الغرب هذه الفترة لنقل الحضارة وتطويرها وخاصة بعد الثورة الفرنسية٠

لقد عرفت فترة الخلافة الغثمانية أيضا بانها فترة الكره والحقد للعرب، فالعثمانيين أول من سهل هجرة اليهود إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الثانية ولقد إستمر هذا الكره والحقد بعد إنضمام تركيا إلى (حلف الناتو) الذي قصفت طائراته العراق وليبيا وكان شريكا في تدمير سوريا ،فتركيا في المرحلة السابقة كانت أيضا شريكه في تدمير الدول العربية وجيوشها وكانت ترتبط بعلاقات سياسيه واقتصادية مع الكيان الصهيوني ولكن بعد حرب روسيا واوكرانيا تغيرت هذه السياسه وأصبحت تسير بالاتجاه المعاكس طبقا لمصالحها وهذا يقودنا إلى ان السياسة تتغير حسب الظروف المحيطه وحسب إتجاهات خارطة العالم الجديد، ومن المفترض أن تتغير سياسة الغرب في هذه المرحله بالذات٠

المهم الان إن هذه الحضارة الغربية التي تدعي الإنسانية هي الان الشريك للكيان الصهيوني الذي ينتهك الإنسانيه ويقصف غزة بالطائرات ويدمر البنية التحتية لغزة ويحاصر المستشفيات ويجعل من أطفال غزة ( أطفال الخداج والنساء) أهدافا له ليمسح هزيمته الكبرى ليس فقط هزيمة السابع من اكتوبر بل هزيمته العسكرية أمام المقاومة في غزة ٠

المقاومة التي هزت الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا وبدعم مستمر من الغرب الإستعماري( بريطانيا وفرنسا) الذي كان يرتبط بعلاقات سياسية جيده إلى حد ما مع الدول العربيه، ولقد ضحى بهذه العلاقات لإرضاء أمريكا والكيان الصهيوني حيث إنساقت خلف الادارة الامركية وإعلامها الذي اعتمد على الكذب والتضليل الإعلامي والبروبجندا، الذي إمتهنته لمناصرة حليفها لدرجة أن هذه

الدول أصبحت الآن تواجه معارضة شديدة داخل بلادها، سواء في الشارع البريطاني أو الفرنسي أو حتى الامريكي حيث الإحتجاجات والمسيرات والمطالبات بوقف الحرب ووقف جرائم الإباده للشعب الفلسطيني وإنتهاك الإنسانية والتدمير الممنهج للبنى التحتية في غزة واختطاف المستشفيات وقتل الاطفال والابادة الجماعية ، هذا الحراك قد جاء بالطبع نتيجة فضح ممارسات الإحتلال الصهيوني والإدارة الامريكية إعلاميا وإظهار الحقائق والممارسات والانتهاكات التي يمارسها الإحتلال الصهيوني وبتأييد أمريكي وغربي ، المطلوب الآن من الغرب الذي يدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان أن يتخذ موقفا واضحا بإيقاف جريمة الإباده ضد الشعب الفلسطيني التي ترتكبها الادارة الامريكية التي تدعي الإنسانية وتمارس حق النقض( الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي مشروع لإيقاف هذه الجريمة بحق الانسانية جمعاء٠