تحسين أحمد التل يكتب : الدكتور راضي الطراونة، أحد أهم رموز الزراعة في الأردن

تحسين أحمد التل يكتب : الدكتور راضي الطراونة، أحد أهم رموز الزراعة في الأردن

السفير نيوز

يُعد الدكتور راضي الطراونة أحد أهم الشخصيات الوطنية التي كان لها دور كبير في وزارة الزراعة، ووزارة التخطيط، وقد ترك بصمات واضحة على العمل الحكومي منذ أن أحيل الى التقاعد بداية عام (2018).قبل أن نبدأ، علينا أن نؤكد على أن الدكتور الطراونة، له أيادٍ بيضاء على عدد من المبادرات التي قمنا بها نحن وأبناء الوطن في مجال التحريج، والزراعة عندما مرت الذكرى (39) على استشهاد دولة الشهيد وصفي التل، وكانت بتاريخ (27- 11- 2011)، فقد أمر حينها بتوفير كل الدعم المادي والمعنوي – وأقصد هنا بالدعم المادي؛ الأشجار، والعمال، والمياه – وبأشراف شخصي منه، وطلب الى المهندس محمد الشرمان مدير الحراج في ذلك الوقت والمهندس عبد الحافظ أبو عرابي مدير زراعة عين الباشا مرافقتنا وتذليل كل الصعوبات لإنجاح مبادرة تشجير بعض الأجزاء الصغيرة غير المزروعة من الغابة، وكانت المبادرة الوطنية جاءت على إثر الحريق الذي التهم عشرات الأشجار في غابة الشهيد وصفي التل، وصادف ذلك مع الذكرى السنوية الخالدة لاستشهاده.لن ننسى المبادرة الثانية والثالثة والرابعة التي أقيمت في ذات الغابة بعد سلسلة من الحرائق التي أتت على كثير من الأشجار المعمرة، وكان كادر وزارة الزراعة وعلى رأس هذا الكادر المتميز، عطوفة الدكتور راضي الطراونة الأمين العام في ذلك الحين، يشرف شخصياً، ويقدم الدعم المناسب لكل المبادرات، ليس هذا فقط، إنما يتأكد من إنجاح المبادرة، طبعاً لن ننسى كوادر حكومية متعددة كانت تحت إشراف الدكتور الطراونة.واحدة من المبادرات لتشجير غابة الشهيد وصفي التل، وبعض المناطق الصالحة للتشجير، كانت لنادي الحسين إربد، عام (2010)، وتلتها مبادرات متعددة من مدارس الناصري الإنجيلية، وكانت بدعم مباشر من عطوفة الدكتور راضي الطراونة أمين عام وزارة الزراعة؛ من خلال توفير البنية التحتية الملائمة في الموقع المستهدف لزراعة عشرات الأشجار الصنوبرية المعمرة، وكانت آخر المبادرات بتاريخ (15- 11 – 2016).يعتبر الدكتور راضي الطراونة أحد أهم الأمناء العامون الذين تقلدوا أمانة المسؤولية في وزارة الزراعة، وأكثر الشخصيات الوطنية خبرة، وسنوات عمل تنقل خلالها بين وزارة التخطيط ووزارة الزراعة، وسنستعرض تالياً، دوره في الوزارتين، وخلال عمله الحكومي الطويل:عمل الطراونة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي حوالي عشر سنوات كباحث اقتصادي، ورئيس قسم مشاريع قطاع الزراعة، وذلك من عام (1991 – 2001)، وحوالي ثلاث سنوات – (2001 – 2004) – كمستشار فني لدى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومدير مديرية المشاريع الإنتاجية، لعدة قطاعات أهمها: قطاع الطاقة والكهرباء، وقطاع الصناعة والتعدين، وقطاع الزراعة والتعاون، وقطاعات زراعية، وإنتاجية أردنية متعددة.انتدبته وزارة التخطيط والتعاون الدولي للعمل في وزارة الزراعة ما بين (2004 – 2005)، كمساعد للأمين العام لشؤون المشاريع والتنمية الريفية والإرشاد الزراعي، وبتاريخ (29- 11- 2005 ولغاية 18- 4 – 2006) عمل أميناً عاماً لوزارة الزراعة بالوكالة.تم تعيينه أميناً عاماً لوزارة الزراعة بتاريخ (18- 4 – 2006 وبقي في منصبه لغاية 22- 2 – 2017)، وفي ذات الآن؛ شغل منصب نائب محافظ الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وممثل الأردن؛ مندوباً عن المحافظ لكافة جلسات مجلس المحافظين المنعقدة سنوياً، باعتباره أميناً عاماً لوزارة الزراعة. أما أوراق العمل، والدراسات، والأبحاث التي قدمها، خلال التسعينات عن طريق وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وخلال عمله في وزارة الزراعة، كانت تتعلق بالحد من الفقر ضمن المناطق الريفية لدى الدول العربية في الخرطوم بالسودان، والأردن والدول العربية، وقدم العديد من أوراق العمل والدراسات، فيما يتعلق بالقطاع الزراعي، وترأس أكثر من فريق وطني للتنمية الزراعية وكانت على النحو التالي:- ترأس فريق الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية عام (2002 – 2010). – ترأس فريق الوثيقة الزراعية عام (2009 – 2013).- وفريق الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية عام (2015 – 2025).- وفريق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي عام (2016 – 2025).وهناك العديد من الدورات وورشات العمل حول القطاع التنموي، والزراعي، والاقتصادي فترة التسعينات، والدكتور راضي الطراونة عضواً في نقابة المهندسين الزراعيين، كما أنه عضواً وأميناً لسر العديد من الجمعيات التي تهتم بالزراعة، والتنمية.عمل الدكتور الطراونة قبل إحالته الى التقاعد عام (2018)؛ مديراً عاماً للمؤسسة التعاونية الأردنية، لمدة عام تقريباً من تاريخ (22- 2 – 2017 ولغاية 1 – 1 – 2018)، انتقل بعدها للتدريس في جامعة جرش الأهلية في بداية العام (2018)، وما زال عضواً في هيئة التدريس، للمساقات التالية:الاقتصاد الكلي، والجزئي، والزراعي، والتخطيط الاستراتيجي، والاقتصادي، واقتصاديات التسويق الزراعي، والتعاونيات، والعديد من المساقات التي يشرف على تدريسها في جامعة جرش الأهلية. ولد الدكتور المهندس راضي عبد المجيد الطراونة في الكرك عام (1958)، ودرس في مدارسها، وبعد أن أنهى متطلبات الثانوية العامة الفرع العلمي، عام (1975)؛ سافر الى العراق لدراسة البكالوريوس، تخصص: تكنولوجيا مصانع الأغذية، وتخرج في جامعة بغداد عام (1979). حصل الطراونة على دبلوم عالي في الاقتصاد الزراعي – الجامعة الأردنية عام (1991).وحصل أيضاً على دبلوم عالي في النظم الزراعية والبيئية واقتصادياتها، من الولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج في جامعة غرب تكساس عام (1995).يحمل الدكتور راضي الطراونة درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي، حول: سياسات التسويق الزراعي، وكانت الرسالة تتمحور حول: تقييم أداء الشركة الأردنية لتسويق وتصنيع المنتوجات الزراعية في الجامعة الأردنية عام (1992).ويحمل المهندس راضي الطراونة درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد وإدارة الأعمال الزراعية، وكانت أطروحة الدكتوراه الخاصة بالمهندس الطراونة، تحمل عنوان: أثر برنامج التصحيح الاقتصادي على أداء القطاع الزراعي في الأردن – الجامعة الأردنية، عام (1999).سيرة ذاتية مشرفة يحملها الدكتور راضي الطراونة، رجل العطاء المتميز، والخبرات المتراكمة، والسجل الزراعي، والأكاديمي المشرف، ويُعد الطراونة أحد أهم رجالات القطاع الزراعي والأكاديمي في الأردن، متعه الله بالصحة والعافية، وطول العمر، ليستمر العطاء خدمة لأجيالنا القادمة.