الزميل عدنان نصار يكتب ل”السفير نيوز” .. (الكرامة) هدير لواء الأربعين ..وأرض الصابرين على خطى العابرين

الزميل عدنان نصار يكتب ل”السفير نيوز” .. (الكرامة) هدير لواء الأربعين ..وأرض الصابرين على خطى العابرين

السفير نيوز

على خطى الصابرين ، والمؤمنين برب لا يركعون إلا لوجهه الكريم ..فهو العالي جل وعلا ، والمتعال ، وله تخضع العلا ، ويخضع العالي..، على خطى الحامدين لصاحب الحمد ، والشاكرين للذي لا يشكر على النعم سواه ، نعبر بثقة المتذكرين والمستذكرين لمعركة الكرامة الخالدة ، على أرض الكرامة..كرامة الوعد والنصر الأردني العربي ، على غزاة حدثهم شيطانهم الأكبر ، عن غزو أرض الميعاد والرباط..نستذكر ، في أدق تفاصيل المشهد ، كيف كانت (الكرامة) ..الأرض والانسان في مواجهة الطغيان ..فالحديث عن الواحد والعشرين من آذار عام 1968 ، وإستنهاض ذاكرة الكرامة ، يدفعنا إلى الإنتشاء والزهو بنصر اردني / فلسطيني مؤزر على جيش الإحتلال عندما حاول الاستيلاء على نهر الأردن ، لأسباب احنلالية واستراتيحية بالنسبة للعدو ، غير أن الجيش العربي الأردني ، تسانده قوات فدائية تتبع منظمة التحرير الفلسطيني ، دفعت بجيش الاحتلال إلى التراجع ومنعه من العبور ..ولعل قصة التلاحم الأردني- الفلسطيني التي نسجت عباءة النصر على الطغاة ، حولت الطغاة الصهاينة إلى رجم شيطاني ، توحدت فيه سواعد الجيش العربي والعمل الفدائي الفلسطيني لرجم شياطين الطغاة ، ووئد احلامهم على أرض الكرامة..

كرامة آذار ، تسكن في وجدان الشعبين الأردني والفلسطيني ، وتحكي معا قصة بطولة واحتراف في معركة كتب عنها التاريخ بلغات عدة ، فيما ظل العدو يضرب الكف بالكف ويعيش في حالة ذهول ، قلبت معادلة مقولة :”الجيش الذي لا يقهر ” ..جيش الطغاة الذي تمرغ أنفه بأرض الكرامة العصية على النسيان ..

وقتها ، كانت إذاعة الإحتلال تزمجر وتسوق “البروباغندا الاعلامية ” لتمرير نصر زائف ، وحرب نفسية ، يقودها رئيس وزراء الاحتلال أنذاك المدعوق “ليفي اشكول ” يسانده مجلس حرب كان أبرزهم “غولدمائير وموشيه ديان” ..لم تكن إذاعة الاحتلال سوى بوق إعلامي لتمرير الكذب والخداع والاشاعات ، فارتدت كل هذه الصفات إلى مخابئهم ، بعد أن صرخت المدعوقة ” غولدمائير ” متوسلة عبر الاذاعات :”أوقفوا لواء الأربعين الأردني” ..فلواء الأربعين الذي ادخل الاحتلال في دائرة الاختلال العسكري والنفسي والمعنوي ، لم يندرج تحت الرد العسكري الطبيعي ، بقدر ما حمل الإستبسال إلى جانب بقية ألوية الجيش والفدائيين ، في معركة استمرت اكثر من (15) ساعة ، وقف التاريخ عندها ، ووقفت “إسرائيل” على قدم واحدة تترنح أمام ضربات الجيش الاردني وفصائل فلسطينية ، الذين وقفوا كتف إلى كتف ، لينسجوا معا شرف الموقف في الدفاع عن ثرى الوطن..

دخلت قرية الكرامة ، حيث وقعت المعركة ،بوابة التاريخ ، وشرعت نوافذ الجغرافيا ، وسطعت شمس الواحد والعشرين من آذار /68 على شمال غرب الأردن ، وجغرافيا عربية من اليابسة إلى الماء ، لتحكي قصة إنتصار عربي اردني وإعادة نتاج الثقة بعد نكسة عام 67 ..

كرامة آذار ..حكاية إنتصار ، تناقلتها الأجيال ..وكتب التاريخ ، التي خطت سطور النصر ، وزرعت على أرض الكرامة جنديها بنصب معلوم ،وليس مجهول ..نصب نلقي عليه تحية الصبح ، كلما مر العابرين من هنا..، هنا أرض الصابرين على خطى العابرين ..هنا كرامة أمة.!!