السفير نيوز
لم أكتب هذا المقال لذكرى استشهاد وصفي التل وحسب، فرجل بحجم وصفي التل لا تنصفه مقال أو كتاب أو حتى حفل تأبين. لكن مقالي هذا بمثابة تعريف الأجيال من هو وصفي التل، رجل أحببناه وعشقناه، ما زالت ذكراه خالدة في قلوبنا، رغم مرور السنوات الطويلة، وكأن حبنا له بالفطرة توارثناه، فعشقناه وجدانا وعقلاً وفكراً.فوصفي التل هو سياسي ودبلوماسي ومناضل أردني، ووزير ورئيس وزراء أسبق. أحد أبرز السياسيين الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الأردنية. تولى رئاسة الوزراء عدة مرات، وشكّل أول حكومة له عام ١٩٦٢. وتدرّج في المناصب الحكومية، فعمل في وزارة الخارجية وكان سفيراً للأردن في ألمانيا والعراق وإيران. كما شغل منصب رئيس التشريفات في الديوان الملكي الهاشمي، وكان عضواً في مجلس الأعيان لعدة دورات.عمل وصفي التل على إنشاء مؤسسات وطنية قادرة على جعل الأردنيين يعتمدون على أنفسهم في كل شيء، متحررين من ضغوط الديون والمنح من الغير. وشهد الأردن في عهده العديد من المشاريع الاقتصادية والزراعية والتعليمية التي كان لها الأثر في نهضة الأردن، كشق قناة الغور (قناة الملك عبدالله)، وتأسيس الجامعة الأردنية، ومستشفى الجامعة الأردنية، وبناء سد الملك طلال، وإنشاء الطريق الصحراوي، وتأسيس شركة الفوسفات، وشركة البوتاس، وتأسيس التلفزيون الأردني، ومحطة الأقمار الصناعية، وجريدة الرأي، وحزب الاتحاد الوطني.كان وصفي صاحب فكر قومي متحرر، شارك بالعديد من الندوات والمؤتمرات التي عقدت في العديد من الدول.فوصفي التل هو واحدٌ من الرجالات العظماء الذين مضوا، وتبقى بصماتهم جلية واضحة، تستذكرها الأجيال بكل معاني الفخر والاعتزاز. فهو من أولئك الخالدين في تاريخ الأردن. فقد مضى وهو قرير العين.. وختامًا أقول:لقد كان وصفي التل منارة للأمل والعطاء، ورمزًا للوطنية والكرامة. يبقى ذكره خالداً في قلوبنا، وحياته حافلة بالإنجازات التي لا تُنسى. فكما زرع فينا الأمل والعمل، سيظلّ اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال، وجسرًا ممتدًا بين الماضي والحاضر، نستلهم منه العزيمة والإصرار.وأنهي مقالي هذا بأبيات للشاعر حبيب الزيودي:”رفن رفوف الحجل رفن ورا رفيخيل أصايل لفت صف ورا صف.أقول يا صويحبي يكفي عتب يكفييا مهدبات الهدب غنن على وصفي…”د.ثروت موسى الرواشده