السفير نيوز
في كل عام، ومع إشراقة يوم التاسع من حزيران، يحتفل الأردنيون بعيد الجلوس الملكي، تلك الذكرى العزيزة التي لا تُمثّل مجرد تاريخ لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، بل هي تجديدٌ للعهد والولاء، ومناسبة نستحضر فيها محبةً متبادلة بين قائد عظيم وشعب وفيّ.
منذ أن تسلّم جلالة الملك عبد الله الثاني الراية من الراحل العظيم الحسين بن طلال، حمل الأمانة بكل صدق وعزم. لم تكن القيادة بالنسبة له منصبًا، بل كانت رسالة ومسؤولية، كما قال في عبارته الصادقة: “كنت مسؤولًا عن أربعة أفراد من عائلتي، أما الآن فأنا مسؤول عن الأردن بأكمله… ومسؤوليتي هي الأردن.” عبارة تختصر روح القيادة، وتعكس عمق الانتماء والولاء لهذا الوطن العزيز.
لقد أحببنا الملك عبد الله، ليس فقط لأنه ملك، بل لأنه الأقرب إلى نبض الشارع، إلى مشاعر الناس، إلى تطلعات الشباب، وآمال الفقراء، وأحلام الجنود والمعلمين والطلبة. رأيناه في كل مفصل من حياتنا: في الميدان، في الخنادق، في المدارس، وفي المحافل الدولية يدافع عن قضايا الوطن والأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كان صوته صوتنا، ووجهه وجه الأردن أمام العالم.
ولم يكن حبنا له من فراغ، فقد زرع هو وأسرته الهاشمية الكريمة هذا الحب بصدقهم، بتواضعهم، وبروحهم التي تعيش بين الناس. استلهم من والده الحسين، الذي كان يقول دومًا: “أنا منكم وفيكم”، فكان الملك عبد الله امتدادًا لهذا النهج، قائدًا يشارك شعبه الأمل والألم، لا ينعزل، ولا يتكبر، بل يضع الإنسان الأردني في قلب كل قرار.
ولعل أعظم ما يميز هذه العلاقة بين القائد وشعبه أنها علاقة محبة لا تصطنع، وثقة لا تهتز، ومبادئ لا تتغير. ففي زمن التحديات والتحولات، بقي الأردن صامدًا بفضل هذه القيادة الحكيمة، وبفضل التفاف الشعب حول رايته.
وفي عيد الجلوس الملكي، نرفع أكف الدعاء لله أن يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني، وأن يمده بالقوة والصحة، وأن يبقى الأردن بقيادته واحة أمن واستقرار ونموذجًا في التلاحم الوطني. نبايعك يا سيدي على السمع والطاعة، ونمضي خلفك على درب المجد والبناء.
كل عام وجلالة الملك بخير، وكل عام والأردن أعزّ وأقوى. احمد المفلح

