محمد بركات الطراونة يكتب:سياسة معتدلة في محيط ملتهب

محمد بركات الطراونة يكتب:سياسة معتدلة في محيط ملتهب

السفير نيوز

من يراقب المشهد السياسي على الصعيد العالمي، يلحظ فوراً، أن الاردن يحظى بمكانة دول مرموقة، وإحترام لسياساته المعتدلة البعيدة عن التدخل في الشؤون الداخلية للغير، فكثير من دول العالم لا تستطيع أن تتحرك في سياساتها الخارجية في أكثر من اتجاه واحد، لإنها منحازة الى ذلك الحلف، او ذلك المعسكر او التجمع، مما يشكل عائقاَ أمام إمتداد وتوسيع دبلوماسيتها، وتحركها بشكل مرن ومريح مما يحد من تأثيرها عالمياً، الأردن ومن خلال سياساته دولة تمتلك حرية الحركة في كل الاتجاهات بفضل مرونة الدبلوماسية والسياسة، التي يقودها ويوجهها ويشرف على سيرها جلالة الملك، الأردن من اوائل الدول المؤسسة لحر عدم الانحياز، ويشارك بفعال في كل مؤتمراتها ونشاطاتها وفعالياتها على اختلافنا، الأمر الذي يعطي الدبلوماسية الاردنية قدرة كبيرة على التأثير في مجرى السياسات والأحداث الاقليمية الدولية، وما تحركات جلالة الملك والنشاطات التي قام ويقوم بها من تواصل مع مختلف قيادات وزعامات العالم وأصحاب القرار والراي والتأثير، الا تاكيد على سياسة التوازن والاعتدال والوسط، التي تعتبر نهجاَ يحكم السياسك الاردنية منذ بدايات تأسيس الدولة، الأردن من هذا المنطلق ينفتح على ثقافات العالم، وفكر الدولك يقوم على مستوى متقدم من جوانب الخطاب السياسي والثقافي والديني، يستند الى إرث هاشمي تبنى منهج الاعتدال والوسطىة في الحكم وادارة شؤون الدولة وفكرها المستنير وخطابها الدبلوماسي الذي يقوده جلاله الملك، النظام السياسي في الأردن نجح في بناء الوطن الحديث المعتدل المزهر، الذي يعتز ويفتخر بهويته واصالته مع مراعاه جوانب الحداثة، رغم أنه يعيش في محيط ملتهب وهائج سياسياً وامنياً، الأردن ومن خلال نهجه في الوسطية والاعتدال إنما يستند الى تحكيم العقل، وسطية تقوم على التسامح واذكاء روح التضامن والوحدة، تعكسها رؤية شمولية تستشرف المستقبل، وبُني النظام السياسي على أساس ديمقراطي، يستند الى دستور حضاري متطور، تنطلق منه دولة القانون والمؤسسات وحماية حقوق الإنسان، كل هذه الاعتبارات مكنت الهاشميين من قيادة السفينة الى شاطئ الأمان، بالرغم من الزلازل والعواصف السياسيك التي اطاحت بأنظمة سياسية في المنطقة والعالم، وتمكن الأردنيون وجنباً الى جنب مع قيادتهم الحكيمة من بناء دولة عصرية، رغم شح الموارد ومحدودية الإمكانيات، إلا من خلال إرادة أبنائه وقيادته في تحقيق التقدم والتطور، وتجاوز كل العوائق والتحديات بفضل علاقاته المتوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة و تمكن من تحقيق افضل الانجازات منطلقاً من بناء تنويري وعقلية منفتحة مكنته من اعتماد التوازن نهجاً في علاقاته مع كافة القوى على الساحة الدولية، فهو يحظى بإحترام وتقدير الجميع، ويمتلك شبكة علاقات قوية مع مختلف دول العالم، متجاوزاً كل الصراعات والخلافات التي تشهدها العلاقات بين بعض الدول، وهو من دعاة بناء العلاقات المتوازنة بين الدول، وحل الازمات والصراعات من خلال الجهود الدبلوماسية والحوار السلمي أساساً للحل، بعيداً عن العنف والتطرف والحروب.