وجهة نظر دولته طلب ودولته اعطى

وجهة نظر   دولته طلب ودولته اعطى

السفير نيوز – د.حسين العموش

قبل عشرين عاما ، اقل او أكثر قليلا ، دخلت على عادات المصاهرة عند الاردنيين عادة الاستعراض في طلب يد العروس ، رؤساء حكومات ووزراء واعيان ونواب وصحفيين واعلاميين وصفوة المجتمع يعطلون اوقاتهم لساعات طويلة للاستعراض بان رئيس الوزراء الفلاني هو من ترأس جاهة ابني ، وان من رد عليه باجابة الطلب للابنه المصون هو دولة الرئيس العلاني .
عادة جديدة نسبيا على تقاليد الاردنيين في اشهار حفل عقد القران الذي كان يقتصر غالبا على اهل الخاطب واهل المخطوبة .

الاف الدنانير والأوقات تهدر يدفع ثمنها العريس واهله والمدعوين ،بلا طائل وبلا نتيجه سوى ممارسة فن التباهي والاستعراض الاجتماعي .

قبل اشهر التقيت احد رؤساء الحكومات السابقين ،وسألته من باب المجاملة كيف يقضي وقته ،فبادرني مازحا : (اطلب عرايس) ،ثم اردف ان عشرات العروض تنهال عليه اسبوعيا اما لطلب عروس او للرد عن اهلها من طرف اخر .

الغريب ان دولته قال مازحا انه لا يؤمن بهذه الممارسات السلبية لكن مجبر اخاك لا بطل على حد وصفه .

على الجانب الاخر تجد عائلات تتصاهر وتعقد القران (على السكيت )ويعيشون فرحة كبيرة ويجلسون في غرفة ضيوف صغيرة يتبادلون الحديث بعدد محدود من العائلتين ،دون بذخ ودون تكاليف ،ودون مئات الكيلوغرامات من الكنافه التي تهدر .

هذا زواج ناجح اذا قدر له الله ان ينجح وذاك زواج ناجح ايضا ،فلماذا الاصرار على تعطيل الفي رجل (الف من كل طرف) ولماذا هدر المحروقات لالفي سيارة، ولماذا تعطيل السير وزحمته على ابواب الصالات ، ولماذا هدر الوقت والجهد ،ناهيك عن هدر الحلويات التي يجب ان تقدم ساخنه .

ما احوجنا اليوم الى ميثاق اجتماعي يضبط مرة اخرى عاداتنا الاصيله المتجذرة نحو التأصيل والتخفيف على اهل العريس واهل العروس ،وايقاف مظاهر الهدر والبذخ والتفاخر .

ما احوجنا اليوم الى تمثل قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سلوكا ومسلكا حين طلب في اكثر من حديث نبوي شريف التخفيف عن اهل العريس رأفة به ورحمه .

الكل ينتقد عادة الجاهات الجرارة لكن لم نجد من يعلق الجرس ، الكثير من المدعوين يذهبون لحضورها على مضض ،يتأففون ويعطلون وقتهم وجهدهم ومالهم ،لكنهم يذهبون من باب المجاملة لأب العريس او اب العروس .

رؤساء حكومات سابقين ووزراء واعيان ونواب وصفوة المجتمع يذهبون مجبرين غير مخيرين ولا مقتنعين حتى لا يغضب منهم فلان او علان .

لماذا لا تدار حمله اعلاميه كبيرة للتخلص من هذه العاده .
لماذا لا تخصص خطبة الجمعة للتوعية بسلبيات هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا الاردني النقي .