جيل واقع من طيارة

جيل واقع من طيارة

السفير نيوز – د.حسين العموش

اولاد ايام زمان غير اولاد هذه الايام ،هل فكر احدنا وتساءل لماذا اختلف اولادنا عنا وعن جيلنا والاجيال التي سبقتنا ؟

عدة ملاحظات سأسجلها هنا تحتمل الصواب مثلما تحتمل الخطأ ،وعلى الشكل التالي:
اولا: تدني مستوى الاحترام للاب والام ولمن هم اكبر منهم سنا ، ويندرج تحت ذلك افراد العائلة الممتده من جد وجده وخال وخاله وعم وعمه وجيران واقارب من الدرجه الثانية.
سيخرج عليّ منظرون يخالفون رأيي وهذا حقهم ،لكنهم يعلمون تماما ان قيمة الاحترام وصلت الى ادنى مستوياتها لدى الجيل الجديد.
لا ادري ما هو السبب ، هل هو الحريه الزائدة ام تعقد متطلبات الحياة وتنوعها ، وانشغال الاب والام عن الابناء ، ام ان السبب في قلة التواصل الفيزيائي بين افراد الاسره بسبب الموبايل وما حمله لنا من مغريات ووسائل ساهمت في تفسخ اللقاءات الاسرية وقلة التواصل .

ثانيا : يعيش الولد او البنت عاله على الاسره ،يتلقى مصروفه المرتفع من الاب او الام او كلاهما ، الغريب ايضا ان الابناء لا يقدمون اي مساعدة في عمل البيت ،يتركون صحونهم وملاعقهم على طاولة الطعام ، يلقون بملابسهم على ارضية الغرفه ولا يكلفون نفسهم برفعها الى سلة الغسيل ، باختصار اصبح الابناء عالة على العائلة بعد ان كان الابناء جزء ً من عملية الانتاج البيتي للاسرة ، الابن يساعد الاب في عمله والبنت تساعد امها في المطبخ.
ثالثا:الجهل ، جيل جاهل تماما ، يحمل شهادات لكنه لا يحمل ثقافة وعلم ، وانا اتحدى جميع ابنائكم ،ماذا يعرفون عن الاندلس ، هل يحفظون اسماء رؤساء حكومات اردنيه ، هل يتذكرون موعد عيد الاستقلال ، فضلا عن انعدام المعلومات الثقافية والعامة .
انهم يكرهون حصة الثقافة العامة ، ويتبرمون من محاضرة التربية الوطنية ، يبصمون المعلومات والتواريخ ليحصلون على علامات فقط .
رابعا : جيل غير مسؤول ، اتحدى ان يحدثنا احد القراء عن ابنه او ابنته عند مغادرة المنزل ، هل يطفئ الغرفه ؟ هل يحفظ مكان المفتاح ، هل تؤمّن عليه ليشتري كيلو كوسا ؟
خامسا: جيل مشتت وغير مركز لما يدور حوله ، المصطلح الذي سأقربه اكثر تعبر عنه كلمة (ملخوم) مشتت (مش مركز) .
سادسا: جيل لا يأكل من طعامنا ،طالما الفلوس متوفره (والدليفري ) اقرب اليه من حبل الوريد ، بصراحه : هل يأكل ابناءكم من طعام المنزل ، كم تأخذ الام من الوقت لاعداد وجبة ورق العنب او الكوسا ، لتسمع ابنك او ابنتك يعطي وصف البيت لسائق ( الدليفري) ليوصل له ( الهمبرغر ).
ستقولون عني سلبي ، نظري ، متشائم ، هجومي ، انتم تعرفون انني اواجه الحقيقه ، وما كتبته هو عين الحقيقة، تعيشونه مع ابنائكم كل يوم ، سيخرج من يقول لي ( ابني وبنتي مش هيك) غير صحيح ( المحروس والمحروسه هيك واكثر )لكن الفرق بيني وبينكم انني اصارح نفسي واصارح المجتمع وابحث عن حلول ، في الختام سأقرب الصورة الى مصطلح اجتماعي يبين حجم الكارثه ، المصطلح الذي يصف الحال هو جملة واحدة فقط : ( جيل واقع من طيارة) .