حماية المستهلك

حماية المستهلك

السفير نيوز – د.حسين العموش

في عام ١٩٨٩ تأسست اول جمعية لحماية المستهلك في الوطن العربي، كان الاردن رائدا وسباقا في تأسيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك.

اسسها في حينه مجموعة من ابناء الوطن الذين لاحظوا الغبن الذي يلحق بالمستهلك الاردني مقابل تغول الصناع والتجار عليه، من بينهم دولة احمد عبيدات، الدكتور محمد عبيدات، ثم التحق بهما الدكتور عبدالفتاح الكيلاني والصحفي المخضرم احمد الحسبان،وكاتب هذه السطور.

عند التأسيس كان ينظر لهذه الجمعية بأنها لن تستمر، وان مجرد الوقوف بوجه التجار والصناع وحيتان السوق سيؤدي الى طحنها وانهائها، غير ان الاصرار والتفاني ونكران الذات والعمل بروح الفريق اثمر عن جمعية عربية رائدة اصبحت مثالا للعمل والانتاج في الوطن العربي والعالم، وبناءً عليه ساهم خبراء الجمعية في تأسيس جمعيات عربية في دول عربية آمنت بوجود جمعيات لحماية المستهلك،لخلق حالة من التوازن في الاسواق.

بعد دورة واحدة ترك الباشا احمد عبيدات الهيئة الادارية لاسباب خاصة، وتولى رئاسة الهيئة الادارية الدكتور محمد عبيدات استاذ سلوك المستهلك في الجامعة الاردنية، الذي يعد اليوم احد خبراء حماية المستهلك في العالم، اذ يمتلك الرجل نصف قرن من الخبرة في حماية المستهلك اثمرت عن ٢٧ كتابا متخصصا في حماية المستهلك، ترجمت الى الانجليزية والفرنسية،عدد منها يعد مرجعا رئيسيا في جامعات عالمية عريقة وجامعات عربية.

قبل ٢٥ عاما تم تأسيس الاتحاد العربي للمستهلك الذي اتخذ من عمان العاصمة مقرا له، وتم انتخاب الدكتور محمد عبيدات رئيسا له، وسيقام حفل كبير في شهر ١٠ المقبل في عمان بمناسبة اليوبيل الفضي بتأسيس الاتحاد العربي للمستهلك.

اليوم الجمعية الوطنية لحماية المستهلك تبلغ من العمر ٣٤ عاما، عمل بها الاف المتطوعين، تنوع عملها وتشعب، آمنت الحكومات بأهميتها وبقوة تأثيرها وادخلتها في عضوية الكثير من اللجان المتخصصة منها مجلس ادارة مؤسسة المواصفات والمقاييس، ومؤسسة الغذاء والدواء والسوق المركزي للخضار والفواكه.

اليوم تقود الجمعية الوطنية لحماية المستهلك باقتدار وهمة كبيرة حركة حماية المستهلك في الوطن العربي والاردن، يستمع ويتفاعل مع بياناتها ودعواتها ملايين المستهلكين.

يحق لنا انا نفخر بان الجمعية الوطنية لحماية المستهلك اصبحت علامة فارقة في عالم منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي والعالم، ويتفاعل معها يوميا مئات الالاف من المستهلكين،بعد ان وقفت بحزم وقوة امام تغول رأس المال على المستهلكين الضعفاء، واصبح للمستهلك من يمثله امام التاجر والصانع الجشع، وسجلت الجمعية بأحرف من ذهب عشرات الانتصارات في معارك كبيرة خاضتها باسم المستهلك وممثلة عنه والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة.

نقف اليوم امام جهود كبيرة ومتعبة بذلها الاف المتطوعين في حركة حماية المستهلك الاردنية وفي لجانها، واصلوا الليل بالنهار وهم يتابعون مواد مغشوشه هنا،او مادة مستوردة ليست مطابقة للمواصفات هناك.

يحق للاردنيين اليوم ان يفخروا بعمل جمعيتهم وان يلتفوا حولها، وان يتفاعلوا مع دعواتها،تحقيقا لشعارها الذي تزينه ثلاث كلمات هي:(توعية، حماية، توفير).