الأسمــر: أفتـخـر بمهنتـي كعامـل وطـن.. وأسعى للحصول على شهادة الدكتوراه

الأسمــر: أفتـخـر بمهنتـي كعامـل وطـن.. وأسعى للحصول على شهادة الدكتوراه

السفير نيوز – فرات العموش

لم تقف الصعوبات في طريق الشاب المثابر محمد الأسمر وهو يشق طريقه نحو تحقيق حلمه في إكمال تعليمه الجامعي، ويقول أنه سيلاحق هذا الحلم حتى الحصول على درجة الدكتوراة.
يقول الأسمر، الذي ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بعبارات الإشادة والإعجاب به، أنه يفتخر بمهنته كعامل وطن، ويرى أن وظيفته هذه ساعدته على دفع تكاليف تعليمه والوصول الى حلمه الدراسي، حيث كان هاجسه الدائم الحصول على الشهادة الجامعية وتلقّي التعليم المناسب.
يقول الأسمر في حديث لـ»الدستور» إن الشهادة سلاح يواجه بها الحياة ويحقق بها ذاته، ويعزز من خلالها فرصه وفرص أسرته بحياة أفضل خصوصاً وهو ينتظر مولوده الأول. الأسمر، من مواليد عام 1995، متزوّج، توجّه إلى سوق العمل عام 2014 بعد اخفاقِه في الحصول على شهادة الثانوية العامة، لكن فكرة التعليم ظَلّت تراوده، ففي شهر أيار عام 2016 بدأ عمله بوظيفة عامل وطن لدى أمانة عمان الكبرى، وحينها فكّر – وهو على رأس عمله – في إكمال دراسة الثانوية العامة بتخصص الإدارة المعلوماتية (IT)، ومن ثم التَحق بالدراسة الجامعية عام 2018. يقول محمد إنه يسعى نحو الارتقاء بالسُلم الوظيفي، بعدما حصل على البكالوريوس وأنه سيعمل على استكمال الدراسة لمرحلتي الماجستير والدكتوراة، مشيرا الى أن اختياره لتخصص المحاسبة نابع من حُبّه له فهو تخصص دقيق وممتع، ورغم خوف الأسمر من فشله في اختياره للتخصص إلا أنه أصرّ على دراسته وتحدّى نفسه وقدراته ليَكسَب التحدّي.
في الصباح الباكر يستعدّ الأسمر لرحلة مواصلات يومية تمتدّ من البقعة حيث يقطن، وصولاً إلى جامعة جرش الأهلية حيث محاضراته، وبعد الظهر يتوجّه إلى وظيفته كعامل وطن في العاصمة عمّان، حتى الساعة العاشرة والنصف مساءً، بطُموح وإصرار تُغلّفهما العزيمة.
ويتابع محمد حديثه قائلا: «آخذ الكتب الجامعية معي بعد الانتهاء من محاضراتي وأذهب للعمل، وعندما أنتهي من تنظيف الشارع؛ أجلس لأخذ قسط من الراحة وأفترش رصيف الشارع وأدرس قليلاً. وأثناء فترة الدراسة عن بعد «Online»، كنت أقوم بإيصال سماعات الأذن بالهاتف وأستمع للمحاضرات وأحياناً أقوم بالمشاركة».
وعند سؤاله عن كيفية تأمين القسط الجامعي أثناء مرحلة الدراسة، قال الأسمر إن حالة أسرته المادية لا تسمح له بإستكمال دراسته الجامعية، قرّر أخذ قرض بقيمة 6 آلاف دينار أردني على راتبه والذي يُقتطَع منه 156 ديناراً شهرياً، ويضيف الأسمر أنه ما زال يقوم بتسديد القرض للبنك والذي بدونه لما استطاع من استكمال تعليمه.
الأسمر الذي احتمل حَرّ الصيف وبرد الشتاء، مثله مثل كل زملائُه عُمّال الوطن، صَرّح أن ما يتبقّى من راتبه بعد الاقتطاع يصرفه على أسرته وبيته لتأمين المتطلبات الأساسية والضرورية فقط.
وعَبر «الدستور» وجّه الأسمر رسالة إلى الشباب الأردنيين، قال فيها: علينا التخلّص من ثقافة العيب مهما كانت الوظيفة، خاصة الشباب الذين في مُقتبل العمر ولديهم الصحة والعزيمة، وأن يستثمروا في أنفسهم ويسعون لتطوير حياتهم؛ ويؤكد الأسمر أن العيب هو في جلوس الشباب في منازلهم والعزوف عن العمل.