الزميل عدنان نصار يكتب ل”السفير نيوز”.. الباحثون عن صكوك الغفران ودخول الجنة “الأمريكية”..هل تعيد غزة “العزة” لعرب الردة

الزميل عدنان نصار يكتب ل”السفير نيوز”.. الباحثون عن صكوك الغفران ودخول الجنة “الأمريكية”..هل تعيد غزة “العزة” لعرب الردة

السفير نيوز

(77) يوما ، وشلالات الدم لم تتوقف في غزة ، وجثث الشهداء على قارعة طرق غزة ، وجرحى يستغيثون ، ونساء يصرخن ، واطفال تحولت احلامهم إلى وجع ، واشلاءهم تثير شهية الجزار /العدو الصهيوني/ الذي يرقص على نغمة سقوطه الاخلاقي وبيده سكين لسلخ الضحية..أي عدو همجي هذا الذي يتلذذ بذبح الإنسانية..؟!

منذ 77 يوما ، ننهض من نومنا في الصبح الباكر ، لنرى ونسمع ونتابع مجازر جديدة في غزة على يد ابشع جزار عرفه التاريخ المعاصر ، وأعهر لص يختبيء في بيت الضحية ينتظر فريسته ليكون العدو نفسه هو الفريسة على يد مقاومة فلسطينية تقاتل بإسم الله والإنسانية في قطاع هو بالنسبة لهم فردوسهم وجنتهم قبل أن يكون جزء من وطنهم..فلسطين بلا استثناء من ضفة النهر شرق فلسطين إلى ماء المتوسط .

77 يوما ، والدم الفلسطيني يروي أرض الخلود والاباء والجدود ، وأمة العرب تحمل على عاتقها الوعيد والتهديد للعدو دون أن تقدم على فعل واحد يساند ويساعد غزة ومقاومتها واهلها..فغزة ، تقف وحدها تقاتل عدو اخذته العزة بالاثم ، لكأن العدو اخذ الضوء الأخضر لاراقة الدم الأحمر ..لنسأل في كل صبح :ما الذي يجري لغزة واهلها..وما خلف هذا الصمت العربي على وجه الخصوص الرديف للصمت العالمي المخيف.!

عمليا وعسكريا واخلاقيا ونصاليا ، المقاومة حققت انتصارات ساحقة وهي سابقة تاريخية في نزالات العرب مجتمعين مع اسرائيل الذي هزم جيشها “اللمم” عبر ترنسفير الفلاشا وأحياء الجيتو وحطوا في فلسطين المحتلة ليبنوا وطنهم المزعوم ..انتصرت المقاومة بعد كل هذا الثبات والمقارعة لعدو تسلح بكل أدوات الاجرام مدعوم من الردة العالمية ، ومن ناصرهم من الردة العربية الباحثة عن “صكوك غفران” ليدخلوا جنة أمريكا ورضاها..عرب الردة الغارقين في يخوتهم الحمراء على ضفاف الهاديء والاطلسي ، في وقت تستغيث فيه المقهورة الفلسطينية في غزة (واعرباه) ..في وقت يستغيث فيه الطفل الفلسطيني في غزة (واعرباه) ..في وقت يستغيث فيه الشيخ الفلسطيني بماء البحر للبحث عن شربة ماء ..في وقت تسرح فيه “فيلة” العرب في بساتين الوعد الإلهي بحثا عن صك غفران يدخلهم جنة الأمريكان.. أي حاجة لنا بكل هذا السلاح العربي المكدس المصاب بالصدأ أن لم يستخدم لإغاثة المقهورين والمنهورين والمظلومين والمشردين وتخليصهم من سكين الجزار ، ورد السكين إلى خاصرته..اي فلسفة سياسية تلك التي تملي علينا شروط الصمت والإهانة والمهانة..اي تبرير ذلك الذي يصنع من رقاب العرب درجة للأزعر الصهيوني ومجلس حربه الغادر .؟!

هي أسئلة ، تثار في الشارع الشعبي العربي ، وشوارع العالم الحر ، وتبحث عن أجوبة أخلاقية مقبولة تبرر كل هذا السكوت وهذا الخنوع والخضوع .؟!

77 يوما ..كل صبح نصحو من نومنا على مجزرة جديدة ..شهداء جدد ، صيحات جديدة ونواح جديد ينطلق من حناجر المكلومات الماجدات في غزة ..ليعود السؤال مرة أخرى إلى الواجهة : من ينتزع السكين من يد الجزار ..من يستل السيف من غمده ليواجه زعران مجلس الحرب الاسرائيلي الذين يتحدثون بإسم السياسة ..من يشهر المخرز ليفقأ عيون الغزاة في غزة ..من يضغط على الزناد “ويخلي البارود يغني” ..من ، غير المقاومة الفلسطينية وأذرعها الماجدة التي أعادت قضية فلسطين إلى صدارة المائدة .؟

هي أسئلة ، يطرحها الكبار قبل الصغار ..والجندي قبل العامل ، والأرملة قبل التي تنتظر فارس أحلامها..أسئلة، يطرحها اطفال على شمل “لعبة” تشبه “العسكر والحرامية “..وتطرحها صبايا صغيرات على شكل “شبرة إمرة شمس نجوم” ..هي أسئلة تطرحها الضمائر التي تحلق مثل نوارس البحر في مياه العالم لتقول للغارقين في يخوتهم:”استفيقوا من غفوتكم ومن ملهاتكم..قبل ان يستفيق البحر ويغرقكم ليتولى هو (البحر) شرف الدفاع عن المقهورين والمنهورين والمظلومين.؟!!