د.سهام الخفش تكتب: ” 8 أذار ” اليوم العالمي للمرأة

د.سهام الخفش تكتب: ” 8 أذار ” اليوم العالمي للمرأة

السفير نيوز
في اليوم العالمي للمرأة.. سلام عليكم أيتها النسوة.. سلام لقلوب طاهرات ولنساء الأرض، وألف سلام على عام مجيد سجل بطولات يوم نسوي بامتياز، يوم افترشتن الأرض، وزينت الشوارع بقناديل نوركن احتجاجا على الظلم والاضطهاد، سلام على انتفاضة ” الخبز اليابس والورود” لعام وليوم سجله التاريخ بدمائكن الطاهر، صانعات التضحيات والبطولات، رافضات الواقع اللاإنساني لحياة انعدمت فيها معاني القيم والأخلاق والمساواة.
سلام عليك يوم ولدت ويوم وؤدت ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ويوم قتلت بدافع الشرف على أيدي أصحاب الشرف والعفة؟؟ سلام عليك أيتها الضحية بدافع الإرث وتحت وطأة المخدرات.
سلام عليك أيتها المرأة المناضلة في فلسطين، وفي غزة الأبية أيقونة النضال والكفاح والصمود، والصبر
التي جسّدت بنضالها ودمائها الطاهرة أروع ملاحم الصمود والتحدي والتضحية والفداء، وقدمت روحها الطاهرة قرباناً للحرية والعودة والاستقلال، وأنجبت أبطالا وقـوافل من الشُجعان ودفعتهم إلى ساحات المجد والخلود ليرتقوا أقمارا إلى العلياء، يا أم الشهيد واخته وابنته وزوجته، يا أم الثكلى واليتامى، وأم المعارك. لقد سقطت كل مفردات الإنسانية ومعاني الحرية وحقوق المرأة، وحقوق الانسان تحت اقدامك الطاهرة، بصبركن وثباتكن أمام هذا العدو المجرم السفاح القبيح، وأمام هذا الصمت العربي المخزي الذي لا يقل بشاعة عن إجرام العدو والوجه القبيح لأمريكا.
أهديتم للحرية شهداء يتلوهم الشهداء ليسطروا بذمائهم الزكية أرض غزة وثرى فلسطين من أجل الحرية والنصر، ما أعظمك أيتها الغزاوية، الفلسطينية،
وأنتِ تقارعين العدو الصهيوني بالجوع والقوة والثبات مِقدامةً شُجاعة كالأسد الجسور في ساحات الوغى لتحصدي النصر المؤزر وتصنعي المجد الفلسطيني بأياديك الشريفة الطاهرة.
في اليوم العالمي للمرأة، فليعلم القاصي والداني، والمتحرر والمتعصب، لا استقرار ولا رقي ولا توازن في أي مجتمع طالما أن تاء التأنيث هي الضحية والحلقة الأضعف.
في اليوم العالمي للمرأة، ما زلنا نصارع ونناضل ونتأرجح بين وقع المطرقة والسندان، ما بين قيم وثقافات بالية عفى عليها الزمن وبين هيمنة ذكورية مزدوجة المعايير والقيم.
في اليوم العالمي للمرأة ما زال سيدتي مفهوم الشرف قد أختزل بغشاء البكارة، وكأن الشرف مفهوم بيولوجي صنع خصيصاً لأجلك لاعتباره شماعة ومبررا لقتلك واغتصاب حقوقك.
في اليوم العالمي للمرأة، سلام عليك أيتها الثائرة والمناضلة والعنيدة،
سلام على أرواح سيدات ناضلن لآجل حريتك، وسجن، وسحلن، وكفرن، وتم إهدار دمهن لأجل المطالبة بالعدالة والمساواة.
في اليوم العالمي للمرأة.. نعدكن أيتها المناضلات والرائدات سنكمل مشوار الحرية والنضال لنيل حقوقنا غير ناقصة، ولنقاوم ببسالة في ظل مجتمع مضطرب، ونرى المرأة على طاولة صنع القرار، بصرخة حاشدة لمستقبل يسوده العدل والمساواة، لا هكذا خلقنا لنكاح المسيار والمتعة والحروب، ولسنا ناقصات عقل ودين، وليتكم لم تفسروا كما يراء لكم واخذتم ببعض ما يحث على كرامة المرأة وحقوقها بهذا النص الكريم الذي يحمل مفهوم المعاني الإنسانية. ” استوصوا بالنساء خيراً فإنهنّ عندكم عوان”.
وفي هذا المقام تحية إكباراً واجلال لكل امرأة قوية ورائدة صانعة المجد والتاريخ ومربية الأجيال. وكل عام ونون النسوة بألف خير