د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

السفير نيوز

الحلقة الحادية عشرة :
صلة الرحم في رمضان : يقول تعالى في محكم كتابه / ( والذين يصلون ما امر اللهُ به ان يوصل / ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) /
إحدىٰ المعالم الكبرى في رساله الاسلام هي صلهُ الأرحام /. عندما سأل هرقلُ عظيمُ الروم ابا سفيان بنَ حرب / وكان لا يزالُ مشركا عن احوال الرجل الذي بُعِثَ فيهم / كان من ضمن أسئلة هرقل أن قال له : / (وبم يأمركم) / فقال ابو سفيان :/ يأمرنا بالصلاه والزكاه والصله والعفاف / وعندما سأل عمرو بن عبسه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن غايات رسالته قال :/ (أرسَلني بصله الأرحام /، وكسر الأوان / وأن يُوحٌّد الله ولا يُشْرك به شيء) /
فإذا نزغ الشيطانُ بين ذوي الأرحام / فقطَّعوا ما بينهم من صله وبر /فلا ينبغي التسليمُ بتلك الهزيمه / والوقوفُ عند تلك النهايه / بل لا بد من بذل المستطاع من مساعي الصلح والإصلاح، /واستغلال مناسبات الخير /ومواسم الطاعات التي ترق لها القلوب ، /وتلين فيها المشاعر لكي نصل من إنقطع من حبال الوصال / ونكونَ من العاملين بقوله تعالى/ ( والذين يصلون ما ما أمر الله به ان يوصل / ويخشون ربهم / ويخافون سوء الحساب)
فصله الأرحام برهان على صلاح الباطن بالتقوى /والخوفِ من الله /وصلاحٍ الظاهر بحسن الخلق مع عباد الله /وقد استنبطت خديجه رضي الله تعالى عنها من اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ارحامه و اهله وجيرانه ما اكد لها ان ما جاءهُ وحي من عند الله / فعندما شكا اليها خوفه والتياعه من نزول الوحي قائلا / ; زملوني زملوني /، دثروني دثروني ، /خففت من روعه قائله لك : ( كلا والله ما يُخزيك الله ابدا / إنك لتصلُ الرحم / وتحملُ الكل / وتُكسبُ المعدوم / وتُعينُ على نوائب الحق . /
والتعبد بصله الأرحام من أجلِّ أعمال البر المقرِّبة الى الله سبحانه /
فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله / دُلني على عمل يدخلني من الجنه / ويُباعدني من النار /فقال له : تعبدُ الله ولا تشرك به شيئا /وتقيمُ الصلاه /وتؤتي الزكاه / وتصلُ ذا رحمك)
فلما أدبر الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تمسَّك بما أُمر به دخل الجنة.