د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

السفير نيوز

الحلقة السادسة عشرة :
إنتصاف شهر رمضان.
لقد انتصف شهركم / ومرت أيام هذا النصف بسرعة / لم نكد نحس بتلك الأيام والله /” قد جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًاسورة الفرقان 62. ”
طوبى لمن جعل الأيام والليالي / مستودعاً للأعمال الصالحة يزداد منها / والغافل الذي لم يغتنم تلك الأيام التي ولت ولن تعود / لم يغتنمها بطاعة الله وعبادته / أو قصر في ذلك فكانت طاعاته قليلة / لا تتناسب مع عظمة الشهر / وكثير من الناس يصابون بالفتور في وسط رمضان / يغفلون أن استحضار النية مستمر / وأن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه / فالاحتساب في أول الشهر /وفي وسطه وفي آخره / لا بد للمسلم أن يشحذ همته / لأنه قد يعتريها كلل وملل في وسط الشهر / وربما خف المترددون على المساجد / وقل عدد الناس في صلاة التراويح / إن من يتكاسل في وسط الشهر إنما يضيع على نفسه فرصة عظيمة / لأن أبواب الجنة ما زالت مفتوحة في منتصف رمضان / كما أن أبواب النار لا زالت مغلقة في وسط رمضان / وأن لله في كل ليلة عتقاء من النار / لا بد من اغتنام جميع أوقات هذا الشهر / لأنه ينادي منادٍ كل ليلة من ليالي رمضان / يا باغي الخير أقبل / ويا باغي الشر أقصر / ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة /
إذاً الاستمرار في شحذِ الهمة /وتجديدِ العزيمة والقيام / وإطالة الصلاة والدعاء / والذكر والالتجاء إلى الله تعالى / واستحضار القلب عند الآيات التي فيها ذِكرُ الرحمة والعذاب / والثواب والعقاب / والقصص والأمثال وأهوال القيامة /
كما انتهى نصف الشهر / فسينتهي نصفه الآخر / ولكن ماذا فعلنا في نصفه المنصرم ؟ وأي شيء إستودعناه في تلك الأيام ؟ هل زادت أعمالنا الصالحة / هل زادت حسناتنا / هل لا زلنا بكامل عزيمتنا تلاوة للقرآن ؟ / وعطفاً على الأرامل والأيتام ؟ / وصلة للأرحام؟