د.نسيم أبو خضير يكتب: “في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب:  “في رحاب رمضان “

السفير نيوز
.
الحلقة الحادية والعشرون :
العشر الأواخر من رمضان
ها هي أيامُ شهرِ رمضانَ تنقضِي يومًا بعدَ يومٍ / وها نحن نعيش الأيامَ العشرِ الأواخرِ منه / وقد جعلَها اللهُ سبحانه وتعالى فرصةً لمَن أحسنَ في أولِ الشهرِ أنْ يزدادَ / ولمَن أساءَ فيهِ أنْ يستدركَ ما فاتَهُ / وأنْ يغتنمَ هذه الأيامَ العشرَ في الطاعاتِ وما يقربهُ مِن اللهِ تباركَ وتعالى /
واعلموا أيها الأحبة أنكم الآنَ تعيشونَ في أفضلِ الأيامِ مِن شهرِ رمضان / وها أنتم في العشرِ الأواخرِ / فمَن كان محسنًا مِن أولِ الشهر فليستمرَّ على إحسانِهِ / وليضاعفْ مِن اجتهادِه في هذه العشرِ المباركةِ ليزدادَ خيرًا على خير / وليغنمَ فضيلةَ هذه الأيامِ التي تمتازُ على الأيامِ السابقة /
  ومَنْ كان مفرِّطًا فيما مَضَى من الشهر / فليستدركْ بقيتَهُ / وليتُبْ إلى اللهِ مِن تفريطِهِ وغفلتهِ / لعلَّ اللهَ يغفرُ له ما سَلَفَ / ويوفِّقُهُ فيما بَقِيَ؛ لأنَّ الأعمالَ بالخواتيم / فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- / أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- صَعِدَ الْمِنْبَرَ / فَقَالَ “آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ”/ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ / إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ / قَالَ: “إِنَّ جِبْرِيلَ آتَانِي فَقَالَ: / مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغَفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ / قُلْ آمِينَ / فَقُلْتُ: آمِينَ / وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ / قُلْ: آمِينَ / فَقُلْتُ: آمِينَ / وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّه / قُلْ: آمِينَ / قُلْتُ: آمِينَ”
إخوة الإيمان /هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ آذَنَ بِالرَّحِيلِ / وَهَا نَحْنُ قَدْ دُخُلنا العَشْرِةَ الأَخِيْرِة/ وَهِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ عَلَى الإِطْلاقِ / لِأَنَّ فِيهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ التِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر / وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ/ يَخُصُّ هَذِهِ الْعَشْرَ بِمَزِيدِ عِنَايَةٍ وَشَدِيدِ اجْتِهَادٍ / فَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: / “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ / مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا”/ وَعَنْها -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: / “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ / أَيْ: اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ / شَدَّ مِئْزَرَهُ / وَأَحْيَا لَيْلَهُ / وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ” //
  ولأنَّها الليالي التي كان اجتهادُ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- يتزايَدُ فيها / فكان يُحيِيهَا بالتهجُّدِ والقيام / وكان يعتكفُ في المساجدِ للتفرُّغِ للعبادةِ في هذه الليالِي والأيام /
فيها تُرجَى ليلةُ القدرِ التي قال اللهُ -تعالى- فيها /: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي: العملُ في هذه الليلةِ خيرٌ مِن العملِ في ألفِ شهرٍ/
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى اللهُ عنه / عَنِ النَّبِيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – قَالَ :/« مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا / غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ / وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا / غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »، وقيامُها إنَّمَا يحصُلُ يقينًا بالقيامِ في كلِّ ليالِي الشهر /ولا سيَّمَا ليالِي العشرِ الأواخر / فهي أرجَى لتحرِّيهَا / وآكدُ لموافقتهَا ///