“جماعات الهيكل” تستعد لـ”ذبح البقرات الحمراء” قبالة “الأقصى”

“جماعات الهيكل” تستعد لـ”ذبح البقرات الحمراء” قبالة “الأقصى”

السفير نيوز
لم تكتف “جماعات الهيكل”، المزعوم، بتدنيس المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل، بل تحشد أنصارها المتطرفين للاستعداد “لذبح البقرات الحمراء” المزعومة قبالة “الأقصى” تمهيدا لما يدعونه بإقامة “الهيكل”، في واحدة من أكثر طقوسهم الدينية تطرفا لتهويد المسجد والسيطرة عليه.
وتكتمل المزاعم المتطرفة بعزم “جماعات الهيكل”، المزعوم، بالتحضير لإقامة طقوس ذبح “البقرات الخمس” التي جلبها الكيان المحتل العام الماضي من ولاية تكساس الأميركية وبعد أن أتمت “سنها الشرعي” (ألا يقل عن عامين وشهرين) الذي يسمح بذبحها ونثر رمادها قبالة “الأقصى”، وفق معتقداتهم المزعومة، وذلك بالأسبوع المقبل بالتزامن مع عيد الفطر المبارك.
وتخطط “جماعات الهيكل” المتطرفة لأن يؤدي إقامة الطقوس الدينية إلى اقتحام مئات آلاف المستوطنين، من اليهود المتدنيين، للمسجد الأقصى، حيث تقتضي تعاليمهم المزعومة حرق “البقرة الحمراء” في منطقة جبل الزيتون بطقوس وأدوات معينة ومن ثم نثر رمادها قبالة “الأقصى”، إيذانا ببدء طقوس إقامة “الهيكل الثالث”، المزعوم، والتجهيز لاقتحام اليهود للمسجد.
وعقد ما يسمى “معبد الهيكل”، المزعوم، مؤتمرا خاصا، قبل أيام، لمناقشة التحضيرات الدينية لإقامة طقوس ذبح “البقرة الحمراء” لتأمين أكبر اقتحام مركزي للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى، لاسيما في العاشر من شهر نيسان (إبريل) المقبل، والذي يتزامن مع عيد الفطر المبارك.
ومن شأن تنفيذ “جماعات الهيكل”، المزعوم، مخططهم التهويدي الخطير أن يضاعف الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى وأعداد المقتحمين بحيث سيصبح لكل اليهود الحق المزعوم في اقتحام “الأقصى” وأداء طقوسهم التلمودية المزعومة داخله، بما سيؤدي إلى تفجر الأوضاع في القدس المحتلة.
ومن المتوقع أن تأمين قوات الاحتلال لحماية اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى سيصاحبه فرض قيود وتضييقات مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إليه، ومنع دخوله تماما في أوقات الاقتحامات، ما يمهد لمساعي تقسيمه زمانيا ومكانيا وتهويده والسيطرة عليه.
في غضون ذلك؛ يصر الاحتلال على المضي في خطته العدوانية باجتياح رفح، جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية، وبالرغم من فشل اجتماعاته مع واشنطن للتوصل إلى صيغة مشتركة لحماية المدنيين، في ظل خلافات كبيرة مع الإدارة الأميركية التي رفضت الخطة الإسرائيلية لإجلاء الفلسطينيين من رفح.
وبحسب وسائل إعلام الاحتلال، فقد ناقش مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” ومستشار الأمن القومي “جيك سوليفان”، مؤخرا، مع الجانب الإسرائيلي المقترحات البديلة للإدارة الأميركية للعمل العسكري الإسرائيلي في رفح، ضمن مكالمة فيديو.
واعتبرت الإدارة الأميركية أن “خطة الإخلاء” التي قدمتها حكومة الاحتلال غير قابلة للتطبيق، وستكون مسؤولة عن أزمة مجاعة في القرن الحادي والعشرين، وهذا ليس مقبولا”، مبينة أن وتيرة العمل لإدخال المساعدات الإنسانية، وفق الخطة الإسرائيلية، سيستغرق 4 أشهر لإخلاء رفح.
بينما أكد وزراء في حكومة الاحتلال، من بينهم المتطرف “بتسلئيل سموتريتش”، بأنهم عازمون على اجتياح مدينة رفح بموافقة الولايات المتحدة أو بدونها من أجل القضاء على حركة “حماس”، وفق مزاعمهم.
وقد حذرت العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، من قيام الاحتلال بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني، فيما أكدت واشنطن مرارا في الأسابيع الأخيرة، بأن حكومة الاحتلال لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
في حين ما تزال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى متعثرة، بسبب مماطلة الاحتلال وتعنته “لكسب الوقت”، وفق الناطق باسم حركة “حماس”، جهاد طه، بما “يبرهن على عدم الجدية والحرص على استمرار العدوان لغايات شخصية وسياسية خاصة برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو”.
وأكد طه، في تصريح له أمس إن “حماس” منفتحة على كل المبادرات والمقترحات ودراستها، والتي ترتكز على المبادئ التي ذكرت مع ضمانات والتزامات دولية في ذلك، وتتمثل بوقف إطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب وإدخال القوافل الإغاثية لجميع أرجاء القطاع.
وأضاف أن “الجهود المصرية القطرية مستمرة للوصول إلى إبرام اتفاق بين الجانبين، حيث يحاول الوسطاء تقريب وجهات النظر ومعالجة كل القضايا الخلافية”.
وكان مكتب “نتنياهو” زعم إنه في “إطار المحادثات في القاهرة قام الوسطاء بصياغة مقترح جديد (بانتظار) رد حركة حماس”، دون الكشف عن تفاصيل المقترح الجديد المزعوم، مدعيا أن حكومة الاحتلال تواصل بذل كافة الجهود اللازمة للإفراج عن الأسرى من قبضة حماس وإعادتهم.
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، هشام أبو محفوظ، أن جرائم الاحتلال المستمرة لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل ستزيده إصرارا على الصمود حتى وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال وكسر الحصار عن قطاع غزة.
وقال أبو محفوظ، في تصريح له أمس، إن مجزرة الاحتلال المروعة في مجمع الشفاء الطبي، تعكس طبيعته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، وتستهدف تدمير مختلف أشكال الحياة بغزة، لاسيما القطاع الصحي الذي يمثل شريان الحياة لسكان القطاع ويقدم لهم الرعاية الطبية في ظل حرب الإبادة الاحتلالية المتواصلة.
ودعا أبو محفوظ المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى العمل بشكل جاد لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وتحقيق محاسبة دولية لقادة الاحتلال على هذه الجرائم المروعة، وتطبيق قرار مجلس الأمن الاخير بوقف العدوان.
كما دعت “محكمة العدل الدولية إلى إلزام الاحتلال بتطبيق القرارات الصادرة عنها، وخاصة السماح بإدخال المساعدات التي يحتاجها سكان قطاع غزة والى مختلف المناطق”.
بينما يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة بارتكاب 5 مجازر وحشية أسفرت عن استشهاد 59 فلسطينيا وإصابة 83 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، مما أدى لارتفاع حصيلة عدوانه إلى 32975 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و75577 جريحا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت “الصحة الفلسطينية” أنه ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، حيث لا تستطيع طواقم الأسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. (الغد)