د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان  “

السفير نيوز

الحلقة التاسعة والعشرون :
أيام الوداع.
معاشر الصائمين والقائمين / معاشر المحبين / هذه أيام ااوداع / وداع شهر رمضان / شهر الخبر والبركة / وماأقسى لحظات الوداع / !! فهل سنستطيع تحمل هذه اللحظات، / وهل يستطيع الحبيب فراق الحبيب بدون دموع وأحزان،/ وآهات وأشجان، / وداع شهر كامل، بأيامه ولياليه/ أيامِ فيها محوٌ للخطايا والأوزار/ ، أوقات أسحار وإفطار،/ ولحظات استغفار وأذكار / ، فما أقسى لحظات الوداع لشهر الخيرات والبركات / ، شهرِ إقالة العثرات/
، ما أقسى لحظات الوداع لشهر الجود والصدقات،/ شهر الخشوع والعبرات./
سلامٌ من الرحمن كل أوان / على خير شهر قد مضى وزمان /
سلام على شهر الصيام / فإنه أمانٌ من الرحمـن أيُّ أمـان /
لئن فنيت أيامُك الغرُّ بغتةً / فما الحزنُ من قلبي عليك بفانِ /
وداعًا يا رمضان! / يا شهر التوبة والغفران!/ وداعًا يا رمضان / ! يا شهر البذل والإحسان! / وداعًا يا رمضان! / يا شهر الذكر والقرآن!/ وداعًا يامن تنزل فيك القرآن / فقد علمتنا كيف تكون ليالي المحبين / ، علمتنا كيف يحلو السهر بالمناجاة والأنين / ، وداعًا يا خير أنيس لكل جليس / ، وداعًا فقد كنت روضة للأخيار، / ونزهة للأبرار، / وداعًا ياشهر الخيرات والمسرات والبركات / آهٍ ما أصعب الفراق بعد التلاق / سترحل ياشهر الصيام والقيام / وتحمل معك القلوب،/ فقد خطفتْ الدنيا القلوب ورددتَها،/ وحجّرتها المعاصي والذنوب ولينتَها / ، فآهٍ لقلوبنا بدونك يا رمضان، / لقد وجدنا فيك حلاوة الإيمان / ، وجدنا فيك رقة القلب وعفة اللسان، / لقد رددتَ إلينا أرواحنا/، بعد أن ذقنا مرارة البُعد والحرمان،/ لقد طهّرتنا من الذنوب والعصيان/ ، وها أنت تستعد لترحل وتتركنا، / فكيف سيكون الحال بعدك يا رمضان/
: رفقًا بنا ياشهر الإحسان / فقلوبنا لشهرنا تحنّ / ، ومن ألم فراقه تئن / :
لقد ذقنا حلاوة الصيام / ، ولذة القيام،/ وقفنا مع الصالحين،/ وركعنا مع الراكعين،/ وسجدنا مع الساجدين،/ ومرت الأيام، وكأنها أحلام / ، إنما هي ساعات معدودات / وستطفأ أنوار المساجد / ، ويتفرق الراكع والساجد / .
سبحان الله! أحقًا انتهى رمضان، / لقد كنا بالأمس نذرف دموع الفرح لاستقباله، / واليوم تسيل دموع الحزن لرحيل هلاله/ ؛ فآهٍ لهذه الدنيا،/ فلحظات السعادة لا تدوم / ، آهٍ لرمضان فقد هيّم نفوسنا،/ وتيم قلوبنا / ، تلاقينا وكأنها لحظات / وماأسرع الأيام / ، وتناجينا وكأنها همسات، / فمن منا لا تؤلمه ساعات الفراق، /
رمضان -أيها الحبيب- ترفق /، دموع المحبين تتدفق، /قلوبهم من ألم الفراق تشقق./
أكثروا -عباد الله- من الشكر لله / ؛ فإن الله قال في آخر آية الصيام: (وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185]، وقال: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7]، وقال: (وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 144]، فاشكروا الله على إدراك رمضان/ ، وعلى حسن الصلاة فيه والقيام / ، وعلى الصحة والعافية في الأبدان، / وليس الشكر فقط باللسان / ، وإنما بالأقوال والأعمال،/ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!/