تحسين أحمد التل يكتب: وجبة الشاورما في الأردن…

تحسين أحمد التل يكتب: وجبة الشاورما في الأردن…

السفير نيوز

من المؤكد أننا عندما نتحدث عن الوجبات الشعبية سنأتي على ذكر الشاورما، ومن المؤكد أيضاً أن الشاورما هي وجبة يتهافت عليها عشاق الوجبات السريعة، لأنه يتوفر فيها عدة عوامل، أهمها أنها في متناول يد الجميع؛ أغنياء وفقراء، ولا تكلف الكثير من المال، لأن أسعار الدجاج معتدلة، ويمكن إعداد الوجبة بأقل التكاليف…
انتشرت مطاعم الوجبات الشعبية في الأردن كانتشار النار في الهشيم، وأصبحنا وأمسينا نشاهد آلاف المحلات التي تبيع الوجبات السريعة، بل وتتفنن في تزويقها، لجلب الزبائن بشتى الطرق والوسائل، واستخدام أساليب متعددة لعرض الوجبات، ومحاولة تخفيض الأسعار لإغراء الزبائن.
تنافس شريف، ومطلوب، ونتمنى أن يكون كل ذلك التنافس في صالح الفقير والمحروم، مع أنني أتمنى أن تعلن المطاعم عن مبادرات تهبها لوجه الله تعالى، بإطعام المساكين، والفقراء ومن لم يمتلك ثمن وجبة شعبية لإطعام أطفاله الذين حُرموا من تناولها؛ بسبب الطفر، وقصر ذات اليد، مبادرات لوجه الله كما قلنا، يكسبون من خلالها رضا الله، وبركة في الرزق.
نحن نتحدث عن الجانب الإيجابي للمطاعم الشعبية، لكننا بالقطع، سنتحدث عن الجانب السلبي للموضوع، وهنا مربط الفرس، فالأخبار التي بدأت تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي عن المطاعم الشعبية صارت رائحتها منفرة، وتستدعي تدخل الجهات الرسمية، ونحن هنا نخاطب البلديات، ووزارات: الصحة، والبيئة، ومديريات: الغذاء والدواء، والمواصفات والمقاييس.
الأمر يتعلق بنوعية الدجاج واللحوم المستخدمة في صناعة الشاورما، والحمص والفول في صناعة بقية الوجبات الشعبية، إذ يوجد عشرات ومئات المحلات تستخدم لحوم منتهية الصلاحية، ودجاج مريض، وشبة نافق، ودجاج ميت ومذبوح للتو واللحظة، أي قبل البدء بعملية التجهيز بدقائق، ومحلات تتلاعب بالوزن وتخريب الميزان، مما يستدعي تدخل المواصفات والمقاييس للكشف على هذه المحلات، وما تستخدمه من موازين تالفة، أو التلاعب بالوزن.
كنت كتبت العديد من المقالات عن مشكلة الموازين المستخدمة في الأسواق الشعبية، وناشدت المواصفات والمقاييس بضرورة الكشف على موازين المحلات، وتحديداً محلات بيع الخضار والفواكه، والدكاكين القديمة، وأكدت لهم بأن الموازين غير صالحة، تخدم التاجر على حساب الزبون، وأن المواطن لا يحصل على حقه بالوزن، وناشدت عشرات المرات الغذاء والدواء أن يراقبوا المطاعم، ومحلات بيع الحي والمنظف، والمجمد، إذ من غير المعقول أن تبيع بعض المحلات كل أربع أو خمس دجاجات بدينار.
ملاحظات مهمة على موضوع الشاورما الأردنية:
أولاً: رغيف الشاورما العادي ووفق المواصفات والمقاييس الأردنية، يجب أن يكون وزنه بالكامل؛ (120) غراماً، لكن المطاعم تبيع المواطن رغيف الشاورما وزنه (80) غراماً يحتوي على القليل القليل من اللحم، والباقي بطاطا، وبندورة، وأوزان غذائية مختلفة، وهنا لا يحصل المواطن على حقه باللحمة…
المواطن أصلاً يحتاج الى رغيف فيه لحمة وليس بطاطا وأشياء أخرى.
ثانياً: أغلب المطاعم لا تعطي النظافة أي اهتمام، وما يجري في المطابخ عند تحضير الشاورما وغيرها من الأطعمة الشعبية؛ يسبب زلزالاً عند المواطن لو شاهد بالصدفة ما يجري في المناطق المحضور الدخول إليها، النظافة منعدمة تماماً، والعمال الذين يحضرون الوجبات يرفضون أن يأكلوا منها، ويتناولون المعلبات لأنهم يعلمون ما صنعت أيديهم، وهنا لا أعمم على جميع مطاعم المملكة.
ثالثاً: غياب الرقابة على كثير من المطاعم، وكنت ناشدت الحكومات أكثر من مرة، إعادة وزارة التموين، مع كل الصلاحيات، فقد كان الموظف في الوزارة لديه سلطة الرقابة، والمحاسبة، والمخالفة، والتحويل الى المحافظ، وكان يمتلك صلاحيات الضابطة العدلية في عمله.
طبعاً نحن لم نتحدث عن أسعار الشاورما التي تتفاوت من مكان لآخر، ويتم التلاعب بأسعارها وفق حجج واهية غير مقنعة.