نقص الوقود وتدمير الآبار يحرمان غزّة والشمال مياه الشرب

نقص الوقود وتدمير الآبار يحرمان غزّة والشمال مياه الشرب

السفير نيوز

يتنقّل الفلسطينيّ حسين المسارعي بين أجهزة محطّة «تحلية المياه»، الّتي يعمل بها شماليّ قطاع غزّة، عقب توقّفها عن العمل خلال الساعات الماضية بسبب عدم توفّر الوقود اللازم لتشغيلها.
يتساءل المسارعي وغيره من العاملين داخل هذه المحطّة، الّتي تعتبر واحدة من بين المحطّات القليلة العاملة في محافظة شماليّ القطاع، عن أوضاع السكّان والنازحين بدون مياه، في حال عدم توفّر الوقود.
ويقنن سكّان الشمال من استخدامهم لمياه الشرب خشية من انقطاعها وعدم الحصول على كمّيّات جديدة.
وفي مارس/ آذار الماضي، قال بيان مشترك صدر عن الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ، وسلطة المياه الفلسطينيّة، إنّ إجماليّ المياه المتوفّرة آنذاك في قطاع غزّة يقدّر بحوالي 10-20 بالمئة من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، حيث تخضع تلك الكمّيّة لتوفّر الوقود.
وأضاف أن الحرب خلّفت آثارًا «كارثيّة على البنية التحتيّة للمياه، وشبكات المياه ومصادر الإمدادات بشكل عامّ، «إذ تمّ تدمير 40 بالمئة منها، وتعطّلت المضخّات الرئيسيّة بسبب القصف أو بسبب نفاد الوقود»، وفق البيان.
يقول المسارعي: «منذ بداية الحرب نشغّل المحطّة بصعوبة شديدة نظرًا لعدم توفّر الإمكانات والاستهداف الإسرائيليّ المتكرّر».
وناشد المسارعي «الجهات المعنيّة بضرورة التدخّل العاجل وإدخال السولار اللازم لتشغيل محطّات التحلية لتوفير المياه الصالحة للشرب للسكّان».
وفي محافظة غزّة، لا يبدو الوضع مختلفًا حيث يحذّر المتحدّث باسم بلديّة غزّة حسني مهنا من «حالة عطش شديد تواجه الفلسطينيّين هناك».
وقال: «الفلسطينيّون بالمحافظة يعانون من حالة عطش شديد، حيث أنّ كمّيّة المياه المتوفّرة تقدّر بربع الكمّيّة قبل العدوان في أفضل الأحوال، وهي تغطّي ما نسبته 40 بالمئة فقط من مساحة المدينة».
يشتكي الفلسطينيّ حمدي أبو سعدة، من مخيّم جباليا للّاجئين الواقع شماليّ القطاع، من ندرة المياه الصالحة للشرب بالمنطقة. ويقول»: «نعاني كثيرًا من قلّة المياه وما يصلنا في حاراتنا وشوارعنا المدمّرة بفعل العدوان الإسرائيليّ لا يفي بالغرض».
كامل كريزم من حيّ «الكرامة» شمال غرب مدينة غزّة، يضطرّ أبناؤه يوميًّا لقطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام لتوفير المياه الصالحة للشرب.
ويقول، من داخل «محطّة تحلية» تبعد عن مكان سكنه نحو 700 مترًا وصلها مشيًا على الأقدام، من أجل الحصول على كمّيّات قليلة من المياه: «تصل المياه المحلّاة إلى منطقتنا المدمّرة مرّة واحدة كلّ أسبوع، ومع هذا الحرّ الشديد لا تكفي الكمّيّة الّتي نحصل عليها، فنضطرّ للبحث في أماكن أخرى بعيدة عن المنزل».
«عرب 48»