التقدير في إسرائيل: نصرالله يعتزم الرد قبل طهران

التقدير في إسرائيل: نصرالله يعتزم الرد قبل طهران

السفير نيوز
في جهاز الأمن في إسرائيل يسيرون على الخط مع نصرالله ويؤكدون أن قسما كبيرا من إنجاز حزب الله تحقق منذ الآن: الثأر الذي على الطريق يبقى على رأس جدول الأعمال الإعلامي في إسرائيل يوما بعد يوم – من دون أن يطلق بعد صاروخا واحدا، كجزء من عملية الرد على تصفية مسؤول حزب الله فؤاد شكر في الضاحية.

التأهب الأقصى لسلاح الجو، قيادة الجبهة الداخلية وقيادة المنطقة الشمالية يدخل الأسبوع الثاني له منذ التصفية المزدوجة. إجراءات الجاهزية استكملت في نهاية الأسبوع، والزمن المتبقي حتى الرد من لبنان وإيران مكرس لتوثيق وتحسين التنسيق مع الحلفاء في المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة، على أمل أن تنال إسرائيل هذه المرة أيضا مظلة جوية وعمقا استراتيجيا تصد بهما الهجوم المتوقع.
السيناريو الأسوأ من ناحية الجيش الإسرائيلي، هو هجوم متداخل منسق وسريع من إيران ولبنان معا، لكن الآن يقدرون في القيادة الأمنية السياسية أن احتمال ذلك منخفض. في اليوم الأخير ازداد التقدير أن حزب الله سيهاجم أولا، بينما في إيران يترددون اذا وكيف الرد على تصفية هنية. في “واشنطن بوست” يقولون: “إن محافل البيت الأبيض تعتقد أن جهود الرئيس الأميركي جو بايدن للجم رد إيران تعطي ثمارها، وهم يعيدون النظر بخطة الرد”.
بالنسبة لحزب الله الصورة مختلفة، والتقدير هو أن الرد جاهز منذ الآن والقرار بشأنه اتخذ في قيادة المنظمة. في إسرائيل يقدرون أن رد حزب الله سيكون قويا لكنه سيركز على أهداف عسكرية في الشمال، ويحتمل التشديد على منطقة حيفا، حيث يوجد للجيش عدد من القواعد والمنشآت العسكرية. إلى جانب ذلك، يحتمل أن تكون محاولة لتوسيع المعادلة وإطلاق رمزي لصواريخ نحو هدف جنوب حيفا، ربما في الشارون.
في حزب الله يحققون منذ الآن الجانب المتعلق بالوعي في عملية الثأر، من خلال إبقاء التوتر الأمني في رأس جدول أعمال إسرائيل، حتى وإن لم يكن لذلك تأثير على الجمهور العام. التشويش الوحيد الملموس على بضع عشرات آلاف الإسرائيليين يتعلق بإلغاء مئات الرحلات الجوية في مطار بن غوريون في ذروة موسم السياحة.
أما بالنسبة للهجوم الذي قد يأتي من إيران، فهناك أكثر من تفاؤل في الجيش الإسرائيلي.
فالمسافة عن إيران، نحو 2000 كيلو متر ستسمح بوقت إنذار بين 10 – 15 دقيقة، للصواريخ الباليستية و8 ساعات للمسيرات.
مهما يكن من أمر، في إسرائيل لا يغلقون الباب أمام خطوة يحتمل أن تكون تنسج من خلف الكواليس: استغلال هذه الأيام المتوترة بالذات لتنفيذ إغلاق متداخل ومتعدد الساحات لعشرة أشهر على القتال المتفجرة التي لم تتدهور بعد من خلال صفقة مخطوفين مع حماس تعيد على الأقل بضع عشرات منهم أحياء. صفقة مع حماس كفيلة بأن تقيد حزب الله الذي سيضطر إلى أن يتجلد، وتؤدي بذلك إلى وقف نار في الشمال مع مفاوضات بوساطة أميركية لإبعاد حزب الله عن الحدود.
هذا السيناريو تدفع باتجاهه محافل أمنية رفيعة المستوى يمكنها أن تسرق الأوراق إيجابا وتهدئ الشرق الأوسط كله، بدلا من جر إسرائيل إلى حرب متعددة الجبهات – مع التشديد على لبنان – بشروط أدنى للجيش، في ظل هجر القتال في غزة وإبقاء المخطوفين في وضع سيئ لأشهر طويلة أخرى، وربما سنين، في أنفاق حماس.