تحسين أحمد التل يكتب: ماذا أقول وأي شيء يقال بعد كل ما قيل. حديث عن الصحافة والإعلام العربي والدولي.

تحسين أحمد التل يكتب: ماذا أقول وأي شيء يقال بعد كل ما قيل. حديث عن الصحافة والإعلام العربي والدولي.

السفير نيوز

ذكرتني بعض العبارات التي تُطرح في محطات الإعلام، أو الصحف، والمواقع الإلكترونية بجملة قالها عادل إمام في فيلم يمثل فيه دور محام، يحضر جلسة هو فيها وكيل عن المتهم، لكنه لم يكن درس القضية بالشكل الذي يمكنه من المرافعة، لأسباب لا مجال لذكرها، وعندما وقف أمام هيئة المحكمة، قال للقاضي: ماذا أقول، وأيُ شيء يقال بعد كل ما قيل، وهل هناك قول مثل قول قيل قبل ذلك، عندها قام القاضي بتأجيل القضية حتى يُحضّر المحامي مرافعته مرة ثانية.
كانت مقدمة ضرورية للحديث عن واقع الصحافة والإعلام، وما يُبث على محطات التلفزة العربية والدولية، وكيف يستخدم العديد من المذيعين والمذيعات، أو كتاب التقارير والمقالات أساليب التورية، وإخفاء المصادر تحت عناوين مختلفة، كأن يقول المذيع أو المذيعة أو كاتب الخبر:
صرح مصدر مسؤول؟، أكد مصدر رفض الإفصاح عن إسمه؟، البعض يقول؟، هناك أسباب لا مجال للخوض فيها؟، أكدت مصادر لا يرقى إليها الشك؟، وكثير من الجمل والعبارات يتلاعبون فيها، كي يفهم المتابع أن الأخبار المقروءة في غاية الأهمية والخطورة.
ومن هذا المنطلق علينا أن نؤكد على أن أسلوب التورية، أو إخفاء المصدر يعمل على إضعاف التقرير الصحفي، أو التلفزيوني، أو أي تقرير آخر؛ الهدف منه إقناع المشاهد بصدقية الصحيفة، أو القناة لكي يستمر بمتابعتها، وتصبح تشكل لدى المتابع المصدر الموثوق للمعلومات.
بعض القنوات توظف خبراء لصياغة الأخبار، وذلك لتقديم (شوالات) من الكذب، والتلفيق، واللعب على أوتار الفتن، والإشاعات، يمكن استخدامها لقياس نبض الجمهور العربي، أو استفزازه لتحقيق هدف معين، أو من أجل تبني روايات مدفوعة الثمن.
قبل أسابيع قدمت ورقة عمل خلال المؤتمر الدولي الثاني لجامعة جرش، وكانت بعنوان: دور الإعلام في بناء المجتمعات، وفن إدارة الأزمات، تمحورت الورقة حول ثلاثة عناوين رئيسية، وجاءت على النحو التالي:
العنوان الأول: دور الإعلام في بناء المجتمعات، وتشكيل الوعي المجتمعي.
وركزت على الدور الحقيقي والصادق الذي يقنع قارىء الخبر، وفي ذات الآن؛ يؤثر على المجتمع.
العنوان الثاني: فن إدارة الأزمات.
وذلك بتجنب الوقوع في الأزمة، أو تخفيض المخاطر الناتجة عنها.
العنوان الثالث: الاستراتيجية العربية الإعلامية الموحدة للعام (2023).
كان هذا العنوان خاص باللجنة الإعلامية التي تم تشكيلها من عدة دول عربية، وكانت برئاسة الأردن، وناقشت ملف الإعلام الإلكتروني العربي.
أخيراً تعودنا على صياغة الخبر بالشكل الصحيح دون تلاعب، ووضع المصدر إذا كان الخبر مأخوذ من صحيفة، أو محطة إذاعية وتلفزيونية، دون أن نقول أو نؤكد أن المصدر رفض الإفصاح عن اسمه، أو صرح مصدر مسؤول، وما الى ذلك من عبارات الهدف منها الهروب من ذكر المصدر، لأن الخبر ربما يكون كاذباً أو ملفقاً.