السفير نيوز
لا يخفى على أحد الدور الذي قامت به القيادة الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، خلال سنوات الحرب على قطاع غزة، حيث لم يقتصر الدور الذي قام به الملك على الجانب السياسي فقط، بل كان لمؤسسات الدولة الأثر الأكبر في تغطية جوانب كثيرة، وكبيرة ضمن ملف الحرب الدائرة في فلسطين والمنطقة عموماً، وكل ذلك كان بتوجيهات مباشرة من سيد البلاد.
وحتى نبين دور المملكة الأردنية الهاشمية منذ ما قبل السابع من أكتور قبل الماضي، ولغاية الآن، والى ما شاء الله، وبالأرقام كي لا يتهمنا أحد بالتلاعب بالألفاظ فقط، دون أن نحدد ما قدمته القيادة الأردنية لأهلنا في فلسطين، إن كان في الضفة الغربية، أو القطاع، أو القدس.
كانت أول المبادرات التي تحركت بعد الحرب، تأمين ما يلزم من دعم سياسي متواصل لإقناع الغرب بأنه من حق الشعب الفلسطيني بعد عشرات الأعوام أن ينشىء دولته المستقلة على ترابه الوطني، وكانت هذه التحركات التي قادها الملك غير مخفية، يشاهدها العالم، بينما عشرات الدول العربية والأجنبية كانت لا تحرك ساكناً، يقابل ذلك الفعل خروج طائرات القوات المسلحة الأردنية الى سماء غزة لإلقاء المساعدات، وقد وصلت عملية إلقاء المساعدات الى ما يتجاوز مئتين وستين إنزالاً جوياً أردنياً، وأربعمئة إنزال جوي بالتعاون مع بعض الدول العربية، وغيرها من الدول الصديقة.
إن تحدثنا عن الإنزالات الجوية، فإننا لن ننسى الحديث عن قوافل الشاحنات التي بلغت أكثر من ثمانية آلاف وخمسمئة شاحنة من المساعدات الغذائية، ومساعدات وصلت الى سبعمئة مليون دينار قبل السابع من أكتوبر بسنوات، وحوالي أربعمة مليون دينار خلال سنوات الحرب الأخيرة، والآلاف من وحدات الدم تبرع بها شباب وبنات الوطن لأهلنا في قطاع غزة .
كان هناك جسراً جوياً متواصلاً قدمت من خلاله القوات المسلحة في بضعة أيام فقط، ما يتجاوز المليون ونصف المليون وجبة غذائية ساخنة، تحدث عنها مئات الشباب من أبناء قطاع غزة، حتى وصل الأمر في بعض الشباب، أن ظهروا على المحطات العربية والدولية، وهم يقولون: (اليوم غدانا منسف أردني)، زائد عمليات فتح الصناديق التي تحتوي على ما يكفي العائلات الغزاوية التي استلمت هذه الطرود، لأسبوع كامل.
نحن لا نمن على إخواننا في فلسطين وغيرها من بلاد العُرب، لكن البعض يجبرنا على الحديث عن دور الأردن، لأن قيادتنا الهاشمية، ومؤسساتنا الحكومية، والشعبية؛ لم تدخر جهداً في تقديم ما على الوطن من التزامات، تفرضها الوحدة العربية، وروابط الدم، والعمل العربي المشترك، دعماً للأشقاء في كل مكان، للتخفيف من معاناة الشعوب العربية تحت الإحتلال، أو عند حدوث كوارث طبيعية، وهذا هو دور الأردن قيادة وشعباً وحكومات.

