د. عبد الله سرور الزعبي يكتب : القيادات الأكاديمية والجامعات العظيمة 3 – 4

د. عبد الله سرور الزعبي يكتب : القيادات الأكاديمية والجامعات العظيمة 3 – 4

السفير نيوز
في قصر المؤتمرات في البحر الميت وبرئاسة سمو الأميرة سمية بنت الحسن والتي أبدعت بتنظيمه وإخراجه بما يليق بالأردن أمام الحشد الكبير من العلماء العالميين، هذا مع العلم بأن معرفتي به تعود إلى عام 1996 وسبق أن دعاني أكثر من مرة لمناقشات علمية في هولندا أو في مقر أكاديمية العلوم الأوروبية. حيث تركز الحديث عن التميز في البحث العلمي والدخول الى التصنيفات العالمية لتحقيق اختراق وتحسين مكانة الجامعة “متسائلاً إذا ما استطعت تحقيق مركز متقدم على الساحة العالمية فهذا يعني زيادة حصة الجامعة في السوق”.
في لقاء مع البروفيسور هوتزل (Hotzel) من ألمانيا والذي تشرفت بالعمل معه لأكثر من عقد من الزمن، تشاركنا في تنفيذ بحوث مشتركة في قطاع المياه ومع آخرين، تركز الحديث على نوعية الباحثين، وخاصة بسبب ظاهرة انتشار الاستلال والسرقة العلمية في جامعات دول العالم الثالث، بهدف الحصول على الترقية، مؤكدا ضرورة استئصال هؤلاء من الجسم الأكاديمي مشبهاً إياهم بمرض السرطان في الجسم، ومستشهداً باستقالة وزراء من الحكومة الألمانية في عام 2011 و2013 لاستلالهم فقرات في رسائل الدكتوراة لهم قبل أكثر من ثلاثة عقود، ومتابعة ناشري البحوث في المجلات الوهمية ووقفهم عن القيام بذلك.
هوتزل الذي عمل لفترة تزيد على ثلاثة عقود مع عدد كبير من الباحثين من دول العالم الثالث، أشار إلى معرفته ببعض الأكاديميين الذي ثبت بأن لديهم استلالا علميا وصل في بعض الأحيان إلى نسب تصل أحياناً إلى 100%، لا بل يعيدوا إنتاج أنفسهم لتكرار نشر ما نشر سابقاً، حتى أن بعض راسمي سياسة التعليم والبحث العلمي في بعض البلدان سبق وأن فشلوا في إدارة مشاريع بحثية صغيرة كانوا قد حصلوا على تمويل لها والبعض منهم أصبح على رأس الهرم التعليمي أو قيادات من الصف الأول في بعض الجامعات في دول العالم الثالث، متسائلاً كيف لمثل هؤلاء أن يحققوا التميز؟، مضيفاً بأن الأكاديمي الذي يسرق بحثاً علمياً لا يؤتمن ولن يتردد في سرقة جهود الآخرين لبناء بطولة ومجد مزيف.