ابناء عمي عبدالله المفلح ؛ بيت رجال ولا بيت مال .. رحم الله عبدالرزاق

ابناء عمي عبدالله المفلح ؛ بيت رجال ولا بيت مال .. رحم الله عبدالرزاق

السفير نيوز

رحم الله ابن العم والجار العزيز والاخ عبدالرزاق عبدالله العموش .
اعود الى الوراء ٤٥ عاما فأراه يمشي مشيته العسكريه باتجاه موقف الباصات ليلتحق بدوامه في الكليه العسكريه ، حيث سكن والده المرحوم طيب الذكر عبدالله مفلح السميرات في حارة السميرات الى الشرق من مسجد شريح القاضي ، على تلة تقابل محطة الحسين الحراريه ، بين بيت والده وشيك المحطه وادي الهاشميه ومزرعة العم عبدالكريم الهليل اطال الله في عمره ، اثار البيت ما تزال قائمة ، قد تزول بفعل البشر او عوامل الطبيعة .
لكن الاثر الكبير الذي لن يزول هو السمعه الطيبه لابناء عمي ابو عبدالرزاق وهو افضل وابقى ما ورثوه من والدهم الحاج عبدالله المفلح ابو سمير ، والوالدة الصابرة بشوشة الوجه ، المحبه للجميع.

كنت في السادسة من عمري وانا ارقب فتىً جميلا اسمر يلبس لباس الكلية العسكرية الكحلي يمر من الشارع الترابي المقابل لبيتنا والذي يحاذي منزل العم المرحوم محمد عبدالله المكازي ، فأنبهر به ، واقترب منه ، حينها كنت اسأل والدتي رحمها الله: من هذا الشاب ، وماذا يعمل ، والى اين يذهب ، ثم اختمها بسؤال طموح يختصر كل الاسئلة: كيف اصبح مثله ؟
كانت اجابات امي وهي تلف لي لفافة الزبده بخبز الشراك اجابة اقرب الى التمنيات بأن اصل الى ما وصل اليه (عبدالرزاق العبدالله ) .

تمر الايام والسنوات وتتكون بين الطفل المعجب والمنبهر بعالم العسكرية وبين النقيب عبدالرزاق العبدالله صداقة ومحبه كان العامل المشترك فيها شقيقه وزميلي منذ الصف الاول الى التوجيهي عبدالحافظ العبدالله ، ورغم فارق العمر كان عبدالرزاق يشعرني بكثير من الود ، ويغدق علي بالكثير من الحديث الجميل ، وكانت والدته رحمها الله تغدق علينا باطيب الطعام والذه ، مرة من يدها ومرات من يد ابنتها امل ، ولامل قصة ساتحدث عنها لاحقا ؛ فقد كانت اول فتاة تخرج من الهاشميه الشرقية لتدخل بقوة اسوار الجامعة الاردنية ، اخت وحيدة بين اخوتها الرجال ، لكنها اخت رجال بكل ما تعني الكلمه ، خاضت الانتخابات النيابية قبل سنوات وكنت الى جانبها ومعي المئات في مجتمع ذكوري يصعب عليه ان يؤيد فتاه لتصل الى البرلمان ، كنت ولا زلت ارى فيها صدق وطيبة كل الاردنيات المحبات لوطنهن ، ما رأيت امرأة تملك جرأتها في قول الحق.
توفي طيب الذكر عبدالله المفلح ، وتوفيت بعده بسنوات عمتي ام عبدالرزاق ، لم يتركوا خلفهم قصورا ولا اطيان ، تركوا ما هو اهم وابقى ، تركوا رجالا بحجم عبدالرزاق ، الم تقل العرب (بيت رجال ولا بيت مال) تماما هذا المثل ينطبق على ابناء عمي عبدالله المفلح : عبدالرزاق رحمه الله (نودعه اليوم وفي الحلق غصّه) عبدالفتاح ، عبدالرحمن ، وزميل الدراسة والطفوله من ابن الانباري الى اسكان الهاشميه عبدالحافظ ، والاخت الوحيدة امل اطال الله في اعمارهم.
اليوم نودع المرحوم عبدالرزاق ونعزي انفسنا ، ونعزي ابناء عمومتنا ، ونقول لهم : عظم الله اجركم ،انا لله وانا اليه راجعون.