العين عبدالحكيم الهندي يكتب : الحسين ورجوة في سنغافورة .. رسالة أردنية “من المستقبل”

العين عبدالحكيم الهندي يكتب : الحسين ورجوة في سنغافورة .. رسالة أردنية “من المستقبل”

السفير نيوز

بكل المقاييس، كانت تلك زيارة لافتة وتحمل الكثير من المعاني، فهي الزيارة الرسمية الخارجية الأولى التي يقوم بها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والتي رافقته فيها سمو الأميرة رجوة الحسين.
أما المعنى الأكثر أهمية فهو أنها رسالة أردنية قادمة من المستقبل، من امير ممتلئ بحيوية الشباب والاندفاع الى المستقبل بكل ما يحمل من تغيير وعلى كل الصعد، هو مستقبل الأردن، والوجه الذي ستكون عليه هذه البلاد التي حباها الله كثيراً من نعمه، في قادم الأيام، وهو اميرٌ شاب مكتنزٌ بتربية ملكية عز نظيرها، فقد أنشأه والده الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ووالدته الملكة رانيا العبدالله، على قيمٍ تستشرف المسقبل، وتحدد البوصلة والوجهة التي سيكون عليها المستقبل، وهو المستقبل الذي سيحمل فيه الحسين كل أحلام وطموحات الشعب الأردني ليكون الأكثر تميزاً والأكثر قدرة على التماهي والاندماج مع العالم القائم على العلم والمعرفة.
بكل وضوح، طغت هذه التنشئة على زيارة ولي العهد الى سنغافورة، فكان التركيز على القطاعات الأكثر حيوية، بل وهي القطاعات التي ستكون عنوان المستقبل، ومنها على سبيل المثال القطاع التكنولوجي الذي يشهد تطوراً هائلاً، بل ويسابق الزمن، فأكد ولي العهد لكل من التقاهم في سنغافورة، لا سيما أصحاب الشركات المهتمة في هذا الشأن، بأن الأردن يتميز بالخبرات الكبيرة في هذا القطاع، بل ولديه من القدرات البشرية ما يجعله محط أنظار العالم، فهنا شباب التقطوا إشارات المستقبل وساروا في وجهتها ليؤسسوا أرضية صلبة قادرة على مواكبة كل تطور ممكن تكنولوجياً.
وفي ذات السياق، فقد ركز ولي العهد على الحديث عن الطاقة التي تشكل كذلك مستقبلاً اقتصادياً أردنيا هاماً، فأكد على سبيل المثال بأن الأردن تمكن من تغطية البلاد من توليد الكهرباء “محلياً” بنسبة مائة في المائة، بل وأوضح قدرة الأردن على تصدير الفائض من الطاقة بما يخدم تطور باقي القطاعات المرتبطة بهذا المورد الاقتصادي الهام الذي تقوم عليه الكثير من الصناعات عالمياً، وسوّق سموه الأردن كموطن آمن للاستثمار، فأكد لمضيفيه بأن الأردن يتمتع باستقرار سياسي وأمني يُمكّن أي مستثمر، ورؤوس الأموال عموماً، بأن يقدموا على الاستثمار، وفي شتى المجالات، مع كثير من الاطمئنان.
ولم ينس ولي العهد بعض القطاعات التي تعاني في البلاد، لا سيما والظروف الإقليمية الصعبة التي انعكست سلباً على القطاع السياحي على سبيل المثال، فعمل بكل ما أوتي من قوة “إقناع” على تسويق ما يتمتع به الأردن من ميزات سياحية تفتقر لها الكثير من دول العالم سواء من النواحي البيئية الحاضنة للسياحة، أو من حيث الأماكن السياحية الفريدة التي تملكها المملكة الأردنية الهاشمية، ولعل في ذهن سمو الأمير أن المستقبل لا يمكن أن ينفصل أبداً عن الحاضر، وهذه ثروة لا بد وأن تُسوّق وأن تصل الى كل الدنيا حتى يصبح الأردن مقصداً سياحياً يشغل ذهن كل من يفكر بالسياحة لا سيما في الدول الغنية، والشعوب الشغوفة بالسياحة.
ليس من المبكر أبداً أن نجزم بأن زيارة ولي العهد وسمو الأميرة رجوة، الى سنغافورة قد نجحت بكل المقاييس، لكن أهم ما يميزها أنها قدمت للعالم نموذجاً أردنياً فريداً في القيادة، وأنها، كما قلنا سابقاً، كانت رسالة أردنية قادمة “من المستقبل”، وهو سيكون امتداداً لحاضر الأردن الذي يقوده الملك عبدالله الثاني بن الحسين بكل أمانة، وأول عناوين هذه القيادة أن يبقى الأردن عزيزاً بقوة أبنائه، وبقوة تماسكه، وبقوة اقتصاده الذي ما فتئ جلالته يبحث عن كل فرصة لتمتينه وتماسكه لتحقيق الكفاية والرفاهية للشعب الأردني.