د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

السفير نيوز

الحلقة الخامسة عشرة :
المحبة في الله.
إن اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي؟ اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي.
الحُبُّ في اللهِ مِن أوثَقِ عُرى الإسلام / وهو مِن أبرَزِ سِماتِ المؤمِنينَ فيما بيْنَهم / الحب طاعة لله وتقرباً إليه / من محبتك لله تحب الناس / وتحب الخير / بغض النظر عن مكانتهم الدنيوية / ليس حباً من أجل المال والجاه / وليس حباً من أجل التقرب والتزلف / ليس حبَّ مصلحةٍ ونفاق / إنما حبٌ لله وفي الله / وقدْ وَعَدَ اللهُ تعالَى على هذا الخُلُقِ النَّبيلِ بواسِعِ الأجْرِ والعَطاءِ /
وفي الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ / أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنادي يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الأشهادِ / تَعظيمًا لِبعضِ العِبادِ على بعض فيقولُ:/ «أينَ المتحابُّونَ بِجلالي؟» / أي: أين المتحابون بِسَببِ عَظمتي ولِأجْلِ تَعْظيمي / أو لِأجْلِ رِضَايَ ونَيْلِ ثَوابي / لا لغَرَضٍ سِوى ذلك مِن دُنيا أو نحْوِها / وذلك مُكافأةً لهم على التَّحابِّ لأجْلِ اللهِ بتَعظيمِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ / ،«اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي» / والمرادُ منه ظِلُّ العرْشِ / ويا له من فوز أن تكون تحت ظل عرش الرحمن /
أن هذا فيه ما فيه مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ / والشَّرَفِ العَظيمِ /
اللهُ عزَّ وجلَّ يُريدُ مِن عِبادِه أنْ تكونَ قُلوبُهم مُجتمِعةً غيْرَ مُتفرِّقةٍ / مُتحابَّةً غيْرَ مُتباغِضةٍ / وقولُه: «يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي»/ أي / يوْمَ أنْ تَدْنُوَ الشَّمسُ مِن رُؤوسِ العِبادِ / ويَشتَدُّ عليهم حَرُّها / فلا يَجِدُ أحَدٌ ظِلًّا إلَّا مَن أظَلَّه اللهُ في ظِلِّ عَرشِه /
جعلنا الله وإياكم من المتحابين في الله / الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، يوم لاظل الاظله.