د.نسيم أبو خضير يكتب: “في رحاب رمضان “

د.نسيم أبو خضير يكتب: “في رحاب رمضان “

السفير نيوز

الحلقة السابعة عشر :
أهل القرآن الكريم
إذا ما أراد المؤمن أن يغتنم شهر القرآن / بتعلم كتاب الله العزيز وتلاته / وتدبره والتمسك به / فعليه أن ينظر في سير السلف الكرام والأئمة الأعلام / وكيف كان حالهم مع القرآن في شهر رمضان؟ /.
إخوة الإيمان :
ثمة ارتباطٌ متينٌ وعلاقة وطيدة بين القرآن وشهر رمضان / تلك العلاقة التي لا يشعر بها إلا أهل الإيمان وحملة القرآن / حيث يجد المسلم في نفسه أنسا لا يجده في غير القرآن / وخصوصا في شهر الصيام / يجد لذةً في تدبر آياته / ولذةً في التأمل في أحكامه وقصصه شوأخباره / فيحافظُ على تلاوته بشغفٍ وشوق / كيف لا وهو يعيش في شهر القرآن / وهو يستمع إلى المآذن وهي تدوي بآيات الكتاب المبين / معلنة للعالمين أن رمضان شهرُ القرآن / وما نزوله في شهر رمضان إلا تأكيدا على أنه شهر القرآن / قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة: 185].
ومما يؤكد على عظيم علاقة القرآن بشهر رمضان / مدارسة جبريل -عليه السلام- الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان /
ومن أسرار العلاقة بين القرآن الكريم وشهر رمضان / مشروعية صلاة القيام والتراويح في رمضان بآيات القرآن الكريم / ولا يتحقق التهجد إلا بالقرآن / (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) / [الإسراء: 79]،
وقد اتفق أهل العلم / على أن أفضل الذكر هو القرآن الكريم / قال الإمام النووي -رحمه الله-: / “إعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار / والمطلوب القراءة بالتدبر”/.  
ففي رمضان فرصةٌ كبيرة / ومحطة ثمينة لتعلم القرآن الكريم وتعليمه / المساجد في رمضان تشتعل فيها أنوار حلقات تحفيظ القرآن الكريم / وتقامُ المسابقات القرآنية / والبرامج الإيمانية / التي تغرس في قلوب الناس محبة القرآن الكريم / وتعشق العيش في ظلاله / حتى يصبح هو المهمين على سلوك العباد تصرفاتهم / وأخلاقهم في سائر حياتهم. / 
 إن العاقل من يحرص على استغلال فضيلةِ رمضان / وشرفِ زمانه ومضاعفةِ ثوابها / وتنزلِ رحمته / والتعرضِ لنفحاته وهباته وعطاياه / والقرآن أيها الأحبة / خير ما تُعمر به الأوقات بالعيش معه وتدبر آياته / وامتثال ما فيه من حث على البر والإحسان / واجتناب ما فيه من النواهي / والزجر عن الفحش والعصيان./
     وإذا ما أراد المؤمن أن يغتنم شهر القرآن / بتعلم هذا الكتاب العزيز وتلاوته وتدبره والتمسك به / ؛ فعليه أن ينظر في سير السلف الكرام والأئمة الأعلام وكيف كان حالهم مع القرآن في شهر رمضان؟! /
فقد ذكر أنهم كانوا يهتمون بالقرآن / ويعتنون بحفظه وتلاته وتدبره سائر أيام العام / فإذا دخل رمضان ازدادوا عناية به واهتماما وتعلما وتعليمات / فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم قراءته / ولربما تركوا مجالس العلم لأجل تفرغهم له / وقد ورد عن عثمان رضي الله عنه-أنه قرأ القرآن في ليلة واحدة. ///