د.نسيم أبوخضير يكتب: ” في رحاب رمضان “

د.نسيم أبوخضير يكتب: ” في رحاب رمضان  “

السفير نيوز

الحلقة السابعة والعشرون :
حلاوة الايمان.
الإيمان ليس مجرد شعور يسكن في النفس / ويتعمق في القلب وكفى / وانما هو ما وقر في القلب وصدقه العمل / فالعمل قرين الإيمان /
والعمل الصالح هو مقياس الإيمان / وهو الرابط بين المؤمن وربه / وبينه وبين الكون والحياه /وبين الحياه الدنيا والآخرة /ومن ثمَّ لاوجود لمؤمنٍ صالح بدون عملٍ صالح / يجلب النفع لبني الانسان / او يدفع الضرر عن بني الانسان / خالصا لوجه الله تعالى /
وبهذا ندرك ان الإيمان يُحوِّلُ الامه المؤمنه الى امه ايجابيه قويه عزيزه / مكتفيةٍ بذاتها / قادرةٍ على التصدي لاعدائها / الأمر الذي لا يتسنىٰ بالقول والتمني / وانما بالتعمق العلمي / بما يصل الى تفهمِ دقائقِ العلوم وحقائقها الثابته / واسرار الكون وذخائره الكامنه.
إن نقل الإنسان المؤمن من دائره الانفعال الى دائره العلم والعمل / هو مغزى الإيمان ومطلبه / فالدنيا مزرعةُ الآخره / والإنسان مستخلف فيها ليعمرها / وعمارتها تعتبر عباده / اذا اقترنت بالنية الصحيحه / وعمارتها لابد ان تكون ماديا ومعنويا / أي رقياً وتقدماً شاملاً / والله تعالى يقول 🙁 إلاَّ مَنْ آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف). سبأ 37 والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه / ومن اهم اثارِ الايمان الحياتية / هوتعميقه لمفهوم المسؤوليه / التي تترتب على التكليف / ففهم المسؤوليه فهما سليما / يؤدي الى رفع فعاليةٍ افراد المجتمع / وعطائهم وانجازهم وابداعهم الى اعلى درجة ممكنة لبني البشر / فلا يبقى هناك عاطلون بالوراثه / ولا متعطلون على حساب المنتجين / ولا تراخ في القيام بالالتزامات والنهوض بالواجبات // فالايمان يرتب مسؤوليات متتابعه في اعماق النفس البشريه / تتمثل في الضمير والوجدان / والنفس اللوامه التي تتكامل في الرقابه الذاتيه على النفس / تحاسبها قبل ان يحاسبها الناس او يحاسبها رب الناس / فتعرف مالها من حق فلا تتعداه /وما ليس لها بحق فلا تُقْدِمُ عليه / بل وتعرف أن الحلال وإن حل فوراءه حساب / وان الحرام وإن غر فوراءه عقاب / لذلك يستقيم الانسان على منهج الله بدافع من ذاته / لا يهمه رقيبُ الأرض حضر أم غاب / ما دام رقيب السماء لا يغيب /والله سبحانه وتعالى لم يترك الانسان سدى /وإنما اوجد رقابةً دقيقه كاملهً دائمة على البشر /يقول تعالى : ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) ويقول : (وانَّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون) ويقول تعالى : (يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور)
ان رقابه الوجدان / وفوقهَا رقابةُ الخالق القادر جل وعلا تضبط المسؤوليه في الإتجاه الصحيح / واذا تحققت فعليا / تطهٌّر المجتمع من كل عوامل الفساد التي تهدد كيانه / فلا غش ولاإحتكار / ولا غيبة ولا نميمه / ولا كذب ولا نفاق /ولا سرقة ولا تزوير / ولاإفتئات على حقوق البشر / ولا مصادرةَ لحرياتهم / ولا اعتداءَ على حرماتهم / ولا تعكير لصفو أمنهم / ولا تزوير لاراداتهم وارائهم //
أيها الأحبة :
إن المسؤوليه التي يُرتبها الإيمان في رمضان ونحن نودعه / ليست فرديهً تتعلق ذات الانسان وكفى / وإنما تمتد وتتسع بترابط وتكامل / لتشمل المجتمع كاملاً / لإن المجتمع المسلم يستمد أخلاقه من عباداته / والعبادة هي الطاعة / طاعه الله سبحانه وتعالى في كل امر او نهي صادر عنه / وطاعةُ الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه /ويشترط في الطاعه النيه والعمل / فالنية يجب ان تكون خالصه لله تعالى / والعمل يجب ان يكون موافقا لما جاء به الشرع / وسار عليه العبد في هذا الشهر الفضيل ///