د .محمد كامل القرعان يكتب: لا احد يشيطن المسيرات والمظاهرات الوطنية

د .محمد كامل القرعان يكتب: لا احد يشيطن المسيرات والمظاهرات الوطنية

السفير نيوز

تريد بعض الأكاذيب والاشاعات خطف الموقف الاردني عن مساره وتاجيج الشارع لاجندات لا تخدمنا ولا تخدم القضية الفلسطينية، رغم ان الأبواب الاردنية جميعها مشرعة امام الحق الفلسطيني الذين يرزحون تحت جحيم العدوان الإسرائيلي الغاشم ، والموقف الاردني تاريخي ومستمر في تقديم كافة اشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والخدمات الطبية والانسانية لتعزيز صمود أشقَّائنا الفلسطينيين في غزَّة والضفة الغربية في هذه الظُّروف الصَّعبة.
لا احد يشيطن المسيرات والمظاهرات ومن فعلها فهو مخطأ ؛ فهذا حق طبيعي يكفله القانون الاردني وانطلاقا من ان حريَة التَعبير والراي والتَّضامن والمساندة والتظاهر مصان للاردنيين ضمن القانون ؛ لكن في إطار الوحدة الوطنيَّة ووحدة الجبهة الداخلية وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة وقطع الطريق والاعتداء على رجال الامن العام ، والحذر من الانجرار لمساعي البعض الخبيث والمنظَّم الهادف الى خلق حالات من الاشتباك والتخريب الدَّاخلي والاخلال بالنظام العالم .
ولا يخفى على احد وان حاول البعض التشكيك بالموقف الاردني بان القنوات التي يتواصل بها الاردن مع العالم واضحة وبيّنة يقودها جلالة الملك بالاضافة الى حراك الدولة المتميز والذين أسهما في تغير الكثير من المواقف العالمية تجاه الحرب على غزة ، واصبحوا من داعمين للحرب ولاسرائيل الى منادين بوقفها ومعارضيها ، كما اثر هذا الموقف على مشاعر الرَّأي العام العالمي ، بدلالة ما يشهده العالم من مظاهرات في مختلف العواصم العالميَّة تندد بالحرب على غزة ، ومن ناحية اخرى تركيز الاعلام على دوامة العنف والقتل الاسرائيلي إزاء الجرائم والفضائع التي يقترفها جيش الاحتلال بحقّ الأهل في غزَّة وفي الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة.
وجاء الموقف الرسمي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثَّاني ليتوحد تماما مع مشاعر الأردنيين، ومن خلفه مؤسَّسات المجتمع المدني والأحزاب والاعلام بمختلف اصنافها الإسلاميَّة واليساريَّة والليبراليَّة والتَّقليديَّة، والنَّقابات والجميع، وسر قوة الاردن وثباته ترجع لثمرة هذا الموقف المتميز لوقف العدوان الاسرائيلي ، وكشف الجرائم المحتل ضدَّ الغزّيين، والتي تُصنَّف على أنَّها جرائم حرب وتنتهك القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي وجميع المواثيق الدولية ، وهذا الموقف مستمر ومتواصل حتى وقف العدوان الغاشم .
وينطلق الاردن من موقفه التاريخي بضرورة الاعتراف والقناعة بان الحل الوحيد والمركزيّ للصراع العربي الاسرائيلي في المنقطة انهاء الاحتلال وإحقاق الحقوق الفلسطينيَّة المشروعة وتجسيد الحقّ الفلسطيني المتأصّل بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة، وذات السّيادة الكاملة وغير المنقوصة، على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقيَّة مع معالجة القضايا الجوهريَّة المتعلقة بالحل النهائي من اللاجئين والقدس والمستوطنات وحق العودة وغيرها، بما يتواءم مع قرارات الشرعية الدولية في سياق حلّ الدَّولتين، وبما يتواءم بالكامل مع الحقوق الأردنيَّة الجذريَّة والجوهريَّة المرتبطة بهذه القضايا.
ويضغط الاردن باتجاه تطبيق القرارات الدولية وتحريم العالم للجرائم الاسرائيلية ضد الغزيين وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وتطبيق اسس القانون الدَّولي و الإنساني والشَّرعيَّة الاممية ، وكان خطاب الاردن نحو العدوان الإسرائيلي وجرائمه ضدَّ غزَّة خطابٌ مشرف وقانوني وأخلاقي وإنساني ؛ لذا فن المسؤلية تقتضي دعم هذا الموقف وعدم اخراجه عن جوهر مساره من خلال بعض الممارسات الشاذة والأكاذيب والإشاعات المغرضة من قبل قلة قليلة لا تذكر وتحاول إثارة الفتن وحرف البوصلة عن هدفها ، وواجب الجميع التصدَى لها بكلّ حزم وعزيمة لا تيلين.