إجراءات تشي باستعداد الاحتلال لشن العدوان على رفح

إجراءات تشي باستعداد الاحتلال لشن العدوان على رفح

السفير نيوز
تؤشر الخطوات التي يتخذها الاحتلال في قطاع غزة إلى الاستعداد لاجتياح بري قريب لرفح، من بينها جلب عشرة آلاف خيمة للمنطقة الواقعة خارج المدينة الجنوبية خلال الأسبوعين المقبلين، تمهيداً لطرد النازحين الفلسطينيين من المنطقة، بما يُنذر بتفاقم الكارثة الإنسانية على مختلف المستويات.

وعلى وقع إحياء الشعب الفلسطيني، اليوم، الذكرى السنوية “ليوم الأسير الفلسطيني” لنصرة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال ورفض استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد غزة، فإن حكومة الحرب، برئاسة “بنيامين نتنياهو”، تتخذ عدة إجراءات ضد رفح، تشي بالاستعداد لشن هجوم عليها.

وتعتزم حكومة الاحتلال جلب 30 ألف خيمة أخرى، قيد الشراء حالياً، ونصبها في المنطقة الواقعة خارج رفح، بجانب العشرة آلاف خيمة التي سيتم نقلها بعد أيام، وفق إعلام الاحتلال، الذي أفاد بأن تجهيزات الهجوم البري تشي بأن الطريق لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من المدينة قريب ولكنه ليس فورياً، بحسبه.
ويبدو أن حكومة الاحتلال “لا تزال مصممة” رغم تصاعد التحذيرات الدولية والإقليمية من تداعيات اجتياحها المحتمل ضد المنطقة التي يتواجد فيها زهاء 1.5 مليون نازح فلسطيني، بعدما دفعهم جيش الاحتلال إليها بزعم أنها منطقة آمنة، ومن ثم شن عليها لاحقاً غارات كثيفة أسفرت عن ارتقاء مزيد من الضحايا المدنيين.
في غضون ذلك، أجرى وزير جيش الاحتلال، “يوآف غالانت”، جلسة مشاورات أمنية حول الاستعدادات المطلوبة لتنفيذ عملية عسكرية ضد رفح، وتنفيذ سلسلة من الإجراءات تمهيداً لبدء الاجتياح البري، مع التركيز على إجلاء المدنيين الفلسطينيين من المدينة وتوسيع الطرق لإدخال المساعدات الإنسانية والمعدات اللازمة لقطاع غزة، وفقاً لقرار “الكابينيت” الإسرائيلي.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، القناة الرسمية للكيان المُحتل، بأن جيش الاحتلال كان يعتزم إسقاط منشورات على أجزاء من رفح تدعو سكانها للإخلاء، غير أن “نتنياهو” قرر تأجيل الخطوة، حيث كان يهدف للحصول على الدعم الأميركي الكامل فيما يتعلق بالرد الإيراني الأخير على عدوان الاحتلال؛ علما بأن واشنطن تعارض بشدة الهجوم الواسع على رفح.
وحتى هذه الأثناء، لم يوضح الاحتلال خطط إجلاء المدنيين الفلسطينيين ولا توقيت الهجوم البري المقرر ضد رفح، إلا أن إذاعة جيش الاحتلال أفادت بأن تعزيز قوات الاحتياط الإسرائيلية بالقطاع يأتي لأسباب، من بينها زيادة عددها عشية احتمال اجتياح رفح، حيث بلغت التحضيرات للعملية العسكرية هناك أوجها، وليس مستبعداً إمكانية تقريب موعد العملية، طالما لا توجد هناك صفقة لتبادل الأسرى.
وزعم “نتنياهو”، أن اجتياح رفح يأتي لتحقيق أهداف الاحتلال، وعلى رأسها تحرير الأسرى الإسرائيليين، وتحقيق النصر المطلق ضد “حماس” والقضاء عليها باعتبار أن المدينة المعقل الأخير لكتائب القسام التابعة للحركة، إلا أنه، وبحسب تقارير صحفية في كيان الاحتلال، فإن نتنياهو يواصل إفشال التوصل إلى صفقة.
وربما تأتي تصريحات “نتنياهو” في إطار الضغوطات في كيانه المحتل على حركة حماس، ومحاولة تبرير اجتياح رفح بفشل الصفقة، رغم التحذيرات الدولية من تداعياتها الكارثية.
في الأثناء؛ أعلنت القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات الأسرى عن انطلاق فعاليات إحياء “يوم الأسير الفلسطيني” في كافة المحافظات بالضفة الغربية، واطلاق أنشطة تضامنية ومساندة للأسرى؛ الذين يعيشون ظروفاً صعبة ويواجهون انتهاكات إدارة السجون، التي تخالف الاتفاقيات الدولية.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى و”نادي الأسير الفلسطيني” عن انطلاق فعاليات إحياء يوم الأسير ضمن برنامج وطني شامل، خلال الأيام المقبلة، داعية للمشاركة الفاعلة في الفعاليات المقرة والوقوف إلى جانب الأسرى الذين نضالوا وضحوا من أجل القضية الفلسطينية.
وأفادت بأن حصيلة الاعتقالات بعد عدوان الاحتلال على قطاع غزة بلغت أكثر من 8270، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن تم احتجازهم.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، أن الفعاليات ستنظم في إطار وقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم في قطاع غزة.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، إن المعتقلين والمعتقلات في سجون الاحتلال يواجهون أبشع هجمة فاشية عنصرية على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال المجرم.
وأفاد بارتقاء 16 شهيداً من أبناء الحركة الأسيرة، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بما يدلل على حجم الجريمة المرتكبة في سجون الاحتلال، وسط تقارير تشير إلى استشهاد العشرات من أبناء غزة على يد قوات الاحتلال، التي تمارس بحق المئات الآخرين سياسة الإخفاء القسري، التي تصنف على أنها جريمة حرب.
وبالمثل؛ طالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتتوجه إلى سجون الاحتلال وتحقق في مختلف الجرائم التي ارتكبت داخل المعتقلات، لاسيما في معسكرات الاحتلال التي يحتجز داخلها المئات وربما الآلاف من المعتقلين من قطاع غزة، ممن يتعرضون للقتل والإبادة والاحتجاز في ظروف غير إنسانية.
وأكد أن المجتمع الدولي يتحمل كامل المسؤولية عما يجري للأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني، في ظل فشل المنظومة الدولية الحقوقية والإنسانية في وقف العدوان ووضع حد لجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن المطلب الأساسي هو وقفة الشعب الفلسطيني وأحرار العالم إلى جانب الأسرى داخل المعتقلات، فهم ليسوا إرهابيين بل مناضلون من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.

(الغد)